Tuesday 19 April 2011

من أحلى أشعار أبو فراس الحمدانى

قائلها ابو فراس الحمداني في أسره
والابيات هي :

أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ ثَوَابُ،** وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّ مَتَابُ؟

لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُ خَرِيدة ٌ،** و قدْ ذلَّ منْ تقضي عليهِ كعابُ

و لكنني - والحمدُ للهِ – حازمٌ** أعزُّ إذا ذلتْ لهنَّ رقابُ

وَلا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُ قَلْبيَ كُلّهُ** و إنْ شملتها رقة ٌ وشبابُ

وَأجرِي فلا أُعطي الهوَى فضْلَ مقوَدي* وَأهْفُو وَلا يَخْفَى عَلَيّ صَوَابُ

إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة ً* فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ

إذَا لَمْ أجِدْ مِنْ خُلّة ٍ ما أُرِيدُهُ** فعندي لأخرى عزمة ٌ وركابُ

وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ، فإن يكُن** فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ

صبورٌ ولوْ لمْ تبقَ مني بقية ٌ*** قؤولٌ ولوْ أنَّ السيوفَ جوابُ

وَقُورٌ وأحْدَاثُ الزّمَانِ تَنُوشُني** وَفي كُلّ يَوْمٍ لَفْتَة ٌ وَخِطَابُ

وَألْحَظُ أحْوَالَ الزّمَانِ بِمُقْلَة ٍ** بها الصدقُ صدقٌ والكذابُ كذابُ

بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ** وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِ صِحَابُ؟

وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُ إلاّ أقَلَّهُمْ*** ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ

تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوة** ً بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ً وَتُرَابُ

وَلَوْ عَرَفُوني حَقّ مَعْرِفَتي بهِم*** إذاً عَلِمُوا أني شَهِدْتُ وَغَابُوا

وَمَا كُلّ فَعّالٍ يُجَازَى بِفِعْلِهِ،** و لا كلِّ قوالٍ لديَّ يجابُ

إلى الله أشْكُو أنّنَا بِمَنَازِلٍ*** تحكمُ في آسادهنَّ كلابُ

تَمُرّ اللّيَالي لَيْسَ للنّفْعِ مَوْضِعٌ** لديَّ ، ولا للمعتفينَ جنابُ

وَلا شُدّ لي سَرْجٌ عَلى ظَهْرِ سَابحٍ*** ولا ضُرِبَتْ لي بِالعَرَاءِ قِبَابُ

و لا برقتْ لي في اللقاءِ قواطعٌ*** وَلا لَمَعَتْ لي في الحُرُوبِ حِرَابُ

ستذكرُ أيامي " نميرٌ" و" عامرٌ** و" كعبٌ " على علاتها و" كلابُ "

أنا الجارُ لا زادي بطيءٌ عليهمُ** وَلا دُونَ مَالي لِلْحَوَادِثِ بَابُ

وَلا أطْلُبُ العَوْرَاءَ مِنْهُمْ أُصِيبُهَا*** وَلا عَوْرَتي للطّالِبِينَ تُصَابُ

وَأسْطُو وَحُبّي ثَابِتٌ في صُدورِهِمْ وَأحلُمُ عَنْ جُهّالِهِمْ وَأُهَابُ

بَني عَمّنا ما يَصْنعُ السّيفُ في الوَغى** إذا فلَّ منهُ مضربٌ وذبابُ ؟

وَرُبّ كَلامٍ مَرّ فَوْقَ مَسَامِعي*** شِدَادٌ عَلى غَيْرِ الهَوَانِ صِلابُ

بَني عَمّنَا نَحْنُ السّوَاعِدُ والظُّبَى*** ويوشكُ يوماً أنْ يكونَ ضرابُ

فَعَنْ أيّ عُذْرٍ إنْ دُعُوا وَدُعِيتُمُ*** أبَيْتُمْ، بَني أعمَامِنا، وأجَابُوا؟

وَمَا أدّعي، ما يَعْلَمُ الله غَيْرَهُ*** رحابُ " عليٍّ " للعفاة ِ رحابُ

و أفعالهُ للراغبين َ كريمة ٌ*** و أموالهُ للطالبينَ نهابُ

و لكنْ نبا منهُ بكفي صارمٌ*** و أظلمُ في عينيَّ منهُ شهابُ

وَأبطَأ عَنّي، وَالمَنَايَا سَرِيعة ٌ*** وَلِلْمَوْتِ ظُفْرٌ قَدْ أطَلّ وَنَابُ

فأَحْوَطَ لِلإسْلامِ أنْ لا يُضِيعَني*** و لي عنهُ فيهِ حوطة ٌ ومنابُ

ولكنني راضٍ على كل حالة ٍ*** ليعلمَ أيُّ الحالتينِ سرابُ

و ما زلتُ أرضى بالقليلِ محبة ً*** لديهِ وما دونَ الكثيرِ حجابُ

وَأطلُبُ إبْقَاءً عَلى الوُدّ أرْضَهُ*** و ذكرى منى ً في غيرها وطلابُ

كذاكَ الوِدادُ المحضُ لا يُرْتَجى لَهُ** ثوابٌ ولا يخشى عليهِ عقابُ

فكيفَ وفيما بيننا ملكُ قيصرٍ*** وَللبَحْرِ حَوْلي زَخْرَة ٌ وَعُبَابُ

أمنْ بعدِ بذلِ النفسِ فيما تريدهُ أُثَابُ بِمُرّ العَتْبِ حِينَ أُثَابُ؟

فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاة ُ مَرِيرَة ٌ*** وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ

وليت الذي بيني وبينك عامر*** و بيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين*** فكل الذي فوق التراب تراب

Wednesday 13 April 2011

""جزمايتيس""

لدى اعتراف: علاقتى بالأحذية علاقة مرضية، فأنا أحب اقتناء الأحذية جدا، و أسعد تسوق أقوم به هو الذى يبدأ بالبحث عن ملعقة خشبية  و ينتهى بشراء حذاء  (و نسيان موضوع الملعقة تماما). و أنا دائما مفلسة بشكل لعام، و عندما يسألنى أحد "أومال بتصرفى فلوسك فى ايه؟" تكون إجابتى التلقائية التى لا تتغير: " فى الجزم و الكتب!".

و لقد عشت فترة يؤنبى ضميرى و جيبى بشدة على هذا الهوس الحذائى غير المبرر أو المفهوم، و لكنى عرفت بعد ذلك أن جميع النساء مهووسات بالأحذية، و أن التسوق لحذاء هو من أكثر الأشياء التى ترفه عن المرأة و تخرجها من أى انحراف مزاجى، فاسترحت لكونى أنثى طبيبعة. و بقدر مايضحكنى فؤاد المهندس و هو يحتضن حذاء جميل قابله بالصدفة فى الشارع فيقول: "بوز جزمتك يا مدام يدل على أنوثة طاغية " ، بقدر ما أتفهم موقفه تماما، و أقدره جدا لاقتناء ذلك الدولاب الضخم الذى يحتوى على آلاف الأحذية الجميلة و المختلفة.

كل ماسبق مفهوم و طبيعى، و لكنى ركزت مؤخرا فى تصرفاتى و اكتشفت أننى أحب أن أكون حافية القدمين معظم الوقت : ففور دخولى بيت من البيوت التى أحبها و أستريح فيها أخلع حذائى و أطوى ساقى تحتى منى ، و لا أضع الحذاء مرة أخرى إلا عند خروجى من البيت و اول شئ أفعله يعد الوصول لبنايتى بعد يوم طويل جدا هو خلع حذائى فى مدخل البناية، و تسلق الطوابق الأربعة مستمتعة ببرودة البلاط تحت قدمى. كما تذكرت أننى كثيرا جدا عندما أحضر حفل زفاف تلتقط لى صورة أو لقطة بكامير الفيديو و أنا حافية، أو أسير من القاعة إلى السيارة حافية (فعلت ذلك مرة فى موقف السيارات بعد حفلة بدار الأوبرا فرفض أخى أن يسير بجوارى!). و بعد ارتداء  الكعب العالى لفترة طويلة أقود سيارتى بدون حذاء. و مرة انقطع صندلى فى شارع 26 يوليو بالزمالك، فخلعت الصندل  الآخر ووضعتهما فى حقيبتى، و سرت حافية حتى وجدت محل أحذية، و كنت فى منتهى السعادة لأنى بذلك استطعت أن أشترى حذاء أحمر كنت أريد مثله منذ بداية الصيف. فإذا كنت متلهفة كل هذا التلهف على  تحرير قدمى من براثن الأحذية، فلماذا هذا التعلق المرضى بها إذن؟! من الواضح أن هذه بداية مرض جديد سيطلق عليه "جزمايتيس". حفظنا الله و إياكم شر الأمراض!

من كتاب:: أرز بلبن لشخصين
مدونة الشروق
بقلم:: رحاب بسام

Sunday 10 April 2011

المخرج عمرو سلامة يكتب:رسالة لمعارضي الثورة

المخرج عمرو سلامة يكتب:رسالة لمعارضي الثورة
الخميس, 7-04-2011 - 11:41  
  • مقالات
عمرو سلامة

قامت الثورة، و كان لها من المؤيدين من الشعب المصري العدد الكافي لدعمها لجعلها ثورة شعبية لها شرعيتها الخاصة.
إفترقت وجهات النظر و نوع المشاركات مع الثورة، هناك من حفز لها، هناك من دعمها بكل ما أوتى من قوة، هناك من دعمها من خلف شاشات التلفاز، و هناك من دعمها بأضعف الإيمان، بقلبه.
و هناك على النقيض من حاول قمعها، و من حاول محاربتها، بالسلاح أو بالإعلام، أو بالتشويه و السب و القذف، و هناك من قرر أن لا يعطيها الشرعية و لم يعترف بها، لدرجة أنها بالنسبة له مجرد فوضى، و هناك من كان يدعمها و تخلى عنها في أي وقت لإنه غير من وجهة نظره.
كل الإحترام لكل وجهات النظر، و كل التحقير لكل الجرائم التي أقترفت، ليس في حق الثورة فقط، بل في حق تحقيق عدل الله على الأرض.
أكتب هذه الرسالة ببعض من الحزن و الكثير من الأمل، لتوصيل وجهة نظر لمن لم يغلق أذنه بعد، و مازال يحظى بالقليل من الموضوعية و البحث عن الحقيقة.
أكتبها لكل من يسب الثورة، أو الشباب الذين قاموا بها، أكتبها لكل من لا يعطي الثورة حقها و يظنها ثورة "شوية شباب جمال نزلوا ميدان التحرير رجعولنا الكرامة" أكتبها لكل من يتسائل "هم العيال ديه عايزين إيه؟ مش كفاية كده؟" أكتبها لكل الخائفين من غياب الأمن أو على مستقبل مصر، أكتبها لكل من يظن ان الثورة تغالى أو تتمادى، أكتبها لكل من يقول "مش كل مصر ميدان التحرير".
أنا مش بكتب أقولكم إنتم غالطانين و أنا جاي أصلحلكم فكركم، أنا بكتب بقولكم إن يمكن الثورة اللي غلطانة إنها ماوصلتش وجهة نظرها كفاية ليكم عشان تفهموا وجهة نظرها، و يمكن أنا أساعد في العملية ديه لو قدرت.
مازال البعض يظن أن الثورة ديه مؤامرة، مؤامرة لقلب نظام الحكم، مؤامرة خلفها مصالح لدول أخرى، أو قوى سياسية أو حتى ورائها مصالح شخصية.
هل كمية الفساد التي كانت موجودة تحتاج لعامل محفز؟ ألم تكن محفزة بالقدر الكافي لآلاف الثورات؟ و خصوصا مع وجود إعلام مفتوح جعلنا ندرك أننا في ذيل الأمم؟ في قعر حلة الكون؟
ألم تدخل على مقاييس الفساد العالمية قبل الثورة لتدرك أنهم كلهم أجمعوا أن مصر بقياداتها في الربع الأكثر فسادا في العالم؟
أنسيت رعبك عندما كنت تتكلم في السياسة في مطعم أو بين أصدقاء أحدهم لم يتربى معك؟
ألازلت تشك أن مبارك كان ديكتاتور؟ أليس الديكتاتور هو من يقمع معارضيه و ينهي على الحياة السياسية و الإهتمام السياسي للشعب حتى لا يهدد وجوده؟ قمع كل المعارضة، عرقل معظم الأحزاب، و لبس قضايا لكل من يحاول يناطحه بأي شكل؟
ألازلت تشك أنه كان يحاول تمرير السلطة لإبنه كإنها عزبة؟ الازلت تشك أنه فشل في ثلاثين عاما في تعليم الشعب و تثقيفه أو حتى إيجاد قوته في وقت إغتنى فيه رجال أعمال مصر أكثر من رجال أعمال أوروبا؟
ألازلت تظن أنه بطل حرب لمجرد إدارته الطلعة الجوية؟ حتى لو كان بطل حرب، هل سيشفعله ذلك في كل الجرائم التي أقترفت في عصره؟
لماذا لم يستقل القضاء؟ لماذا كنت تعلم كمواطن إن حقك مش هتاخده لو رحت القسم؟ و لا لو رحت المحكمة؟ أين العدل في دولة تخاف تدخل فيها قسم شرطة حتى لو كان الحق لك، و تدرك يقينا أن المحكمة لن تقيم العدل و إن فعلت يكون عدل بطيء يساوي  الظلم بل قد يكون أقبح منه.
لماذا عاش الناس في عشوائيات و سط قيام مدن على أعلى مستوى بأسعار فلكية تباع فيها الأراضي بملاليم؟ لماذا كان خريج الجامعات لا يدري إسم وزير التعليم العالي؟ لماذا لا يعرف أكثر من تسعة و تسعون في المائة من الشعب معنى كلمة ديموقراطية أو أي مصطلح سياسي بسيط؟
لماذا أجهضت كل المشاريع العلمية و التنموية و السياسية و حتى الخيرية التي لم تأخذ ختم الحزب الوطني؟
هل كانت إحدى تلك المعلومات غير معروفة لك وقتها؟ لأنك لم تكن تهتم بالسياسة أو لإنك مش عايز تعكنن نفسك.
هل كنت تعلمها و لكنك عديم التفاؤل أو الشجاعة لمواجهتها؟
هل كنت تعلم بإستفحالها فتشارك فيها من باب إن "الدنيا في مصر مابتمشيش غير كده"؟
لو كانت الإجابة بنعم، فبقولك إن من صنع الثورة، هم من كانوا يهتمون، و يعرضون حياتهم و مستقبلهم للخطر لمجرد إعتراضهم وقتما كنت سيادتك جالس في الكافيه أو بتطمن على المرتب أول الشهر أو فوائد الوديعة.
هؤلاء منهم من أستشهد و ضرب و شم الغاز و أعتقل و أصيب وقتما كنت تتسائل "هو الشارع زحمة ليه النهاردة؟"
هؤلاء هم من قبلوا أرجل باقي الشعب ليسمعهم طوال أعوام.
هؤلاء هم أصلا أقل الفئات تضررا و يقفون وقفة حق ليأخذوا حق لمن لا يعلم أن له حق أصلا لم يأخذه.
هؤلاء من نزلوا ليطالبون برغيف العيش للفقراء بعد أن أكلوا ما لذ و طاب قبل أن يأتون للمظاهرة، ثم يضربون و يهانون و يجرون خوفا من القبض عليهم ليركب أحدهم تاكسي يقوده سائق مدقع الحال فيشتم له في شباب المظاهرات اللي موقفين حال البلد.
هؤلاء هم نفسهم من كانوا يقبلون أصابع رجل الشعب ليدرك أن كل مطالبهم مشروعة، رحيل مبارك مشروع، رحيل نظامه مشروع، دستور جديد مشروع، و مازالوا يطالبون بكل ما هو مشروع و هدفه الصالح العام، و مازال كل ما هو عام يجلس و ينتقد و في بعض الأحيان يسب و يلعن و يتهم أيضا بالعمالة و الخيانة لو أتاحت له الفرصه.
لكن السؤال الأعظم، لماذا تريد أن تنتقدهم؟ لماذا تحب من قلبك كل رواية تثبت خيانتهم؟
أقولك ولا تزعلش؟
يمكن عشان مش عايز تلوم نفسك، عشان مش عايز تحس إنك كنت أو مازلت سلبي، عشان الوضع العام مش مدايقك أوي على قد ما تضرر وضعك الخاص مدايقك، عشان شايف إن رأيك إستحالة يكون غلط، عشان الإعتراف بالغلط محتاج شجاعة كبيرة، عشان وضعك الخاص ما تضررش بالفساد، بل يمكن إستفاد منه، فلو رجع الوضع لما كان عليه مش هتدايق قوي يعني... بيس.
عشان كنت شاطر في إنك تلوم الشعب على فقره و جهله و عدم مقدرته على الإيجاد القوت و العلاج، بأسباب مثل "ما هو شعب وسخ مش عايز يتعلم" ، "ما هم اللي بيخلفوا كثير"، "ما هم اللي مش عايزين يشتغلوا".. ما هم.. ما هم.. مش أنا.. مش أنا.. إلخ إلخ.
مش ده نفس الشعب الي إشتغل لما أتيحت له الظروف في الماضي؟ أو لما بيسافر برا؟ و مين اللي وصلوا لكده؟ مين اللي سابوا؟ مين اللي ماعرفش يحل مشاكله؟ سيبك بقى، مين اللي شاف كل ده و سكت؟ مين؟ هه؟
طبعا إنت عارف الإجابة، بس إنت لو مالمتش الشعب هتضطر تلوم نفسك إنك مش بتقف و تيجي على نفسك، و تخاطر عشان تاخدله حقه، و تعارض الحكومة اللي عاملة فيه كده.
الإنسان لو حب فكره، و حاسس إن الفكرة ديه هتريحه و تنيمه الليل بدون تأنيب ضمير، هيستثمر فيها، و يحاول يدور بميكروسكوب على كل الدلائل اللي تأكد الفكرة ديه، إن كانت إن الشعب هو اللي وسخ و يستحق مبارك، أو إن كانت إن كل من كان ليس مثلهم و سكت و تجرأ و طالب بالتغيير هو شرير و له مصالح أخرى، هو أحسن مني يعني؟ ما أنا ساكت أهه..
عندما تجد ثورة وقف لها العالم إحتراما و تبجيلا و لا ينتقدها إلى هؤلاء المصريين اللي معظمهم الثورة قامت أصلا عشانهم، فإنه شيء فعلا مخزي و محزن.
نفسي كل من ينتقد الثورة و شبابها و الناس اللي تعبوا عشانها ضميره يبدأ يأنبه، مش لازم يشارك، مش لازم يشهر سيفه و يحارب من أجل الحق، بس على الأقل مايحاولش يستثمر في أي فكرة تحاول تشويه الثورة أو من قاموا بها.
و إعرف كويس، لو كان إبنك إتضرب من ظابط زمان و جه يعترض لقى في جيبه بقدرة قادر حتة حشيش، لو كان مصنعك إتقفل بسبب ظلم الإحتكار و فلست و فكرت في الإنتحار بعد قتل أولادك عشان مايموتوش من الجوع، لو كان ليك قضية ماتنفذش حكمها، لو كان إبنك مات و هو نازل يطالب بحقه المشروع، كان زمانك دلوقتي في ميدان التحرير، و لو ده ماحصلكش فده ماحصلكش لسبب من إثنين، صدفة كونية و حظ مطلق، أو لإنك كنت في طرف الظالم الفاسد اللي أوقع الظلم ده عن الناس.
التاريخ بيتكتب دلوقتي حالا و إنت قاعد تقرا الكلام ده، قدامك حل من إثنين، يا تمسك قلمك و تعمل اللي يريح ضميرك، يا تشتم و تشوه و تنتقد، و التاريخ هيفتكرك و لما تموت هتقف قدام رب هيحاسبك و لما تيجي تتحجج قدامه بالحجج اللي إستخدمتها كمنوم، أكيد أكيد.. هيكون فاقسك.
و دلوقتي أسيبك، ليك، و لضميرك.

###

مع أبو القاسم الشابي





إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر

وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر

وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر

فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر

كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر

وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر

إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر

وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر

وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر

فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر

وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر

وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"

"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر

وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر

هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر 

فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر

وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر

فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"

وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر

سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر

سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟

فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر

وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر

يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر 

فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر 

وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر

وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر

وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر

وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر

وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر

وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر

مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر

لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر

وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر

وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر 

فصدّعت الأرض من فوقـها وأبصرت الكون عذب الصور

وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر

وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر

وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر

وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر

ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر

إليك الفضاء ، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر

إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر

فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر

وناجي النسيم وناجي الغيـوم وناجي النجوم وناجي القمـر

وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر 

وشف الدجى عن جمال عميقٍ يشب الخيـال ويذكي الفكر

ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر 

وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر

وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر

وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر

وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر 

إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ 

أبو القاسم الشابي 

انتهت

تخاريف واحد مبسوط حبتين‏ :))))




كتبهاعمرو سلامة

  

إشتري علبة شوكولاتة مستوردة غالية و كلها.

بص على بنت حلوة و إعرف أنها لو عرفتك كويس أكيد هتحبك.

إلعب لعبة مالعبتهاش من و إنت صغير.

إعرق و إنهج و حس إنك عايش.

إطفي نور أودتك شغل التكييف إسمع أكثر مزيكا بتحبها و إسرح معاها.

بص لأهلك و عرفهم قد إيه بتحبهم.

بص للي تحتك و إعرف قيمة كل حاجة معاك.

بص للي فوقيك و إعرف إن رغبتك إنك تبقى زيهم هي اللي مدية طعم لحياتك.

إستمتع بشمس الصيف.. بصلها و قولها إنك مش كارهها.. حتى لو عرقتك و لزقتك..

روح أقعد على البحر.. دخل رجليك في الرمل.. و خرجها.. بطل تفكير.. و إبدأ حس..

في الشتا إنزل تحت البطانية و حط كوباية الشوكولاتة السخنة جمبك.. إبتسم و غمض عينيك و نام.

إشتغل لحد ما تحس إنك مت.. نام ثاني و إشحن و روح موت نفسك ثاني.. وإعرف إنك زودت حاجة للدنيا ماحدش كان هيزودها غيرك.

إعرف إنك كائن مهم و في كل لحظة بتغير إتجاه التاريخ.

بص لشحات واقف جمبك.. ماتديلوش ولا نكلة.. بس سلم عليه و إضحكله و قوله “عامل إيه؟ تمام؟”
  
بص لبنت مغرورة و إضحك من جواك.

بص لبنت وحشة و عاكسها بنظراتك و إعرف إنها هترجع البيت مبسوطة.

بدون سبب إبعت رسالة لأي حد بتحبه قوله حاجة حلوة.

إفتح شباك العربية و إطلع على طريق سريع خلي الهوا “يطس” في وشك.. صرخ.. بس إتأكد إنك مش داخل على لجنة و إنك لوحدك و مافيش حد تعرفه في العربيات اللي حوليك.

إضربها جزمة.

خلى اللي يكره يكره و اللي يشتم يشتم وإعرف إنهم مضيعين وقتهم.

إتأكد إنك لو عارف إنك هتموت بكرة هتعمل نفس اللي بتعمله دلوقتي.

حب جامد قوي حتى لو حبك مش هيستمر لحد بليل.

كل أكلة حلوة قوي.. بس ماتخليهاش تشبعك.

إشرب مشروب دخلت المطبخ و إخترعته و لو ماعجبكش إرميه في الحوض و إنزل إشرب حاجة ثانية بتحبها.

ماتشربش شيشة أو سجاير.. إشرب الهوا.. إستمتع بيه.. مش هتعرف قيمته إلا لو خلوا الهوا بفلوس.. ساعتها هتستمع بيه كأنه سيجارة حشيش مغربي.

بطل خمرة و مخدرات.. و إتعلم إزاي تستمتع بحتى أوحش الحاجات حوليك.

أكسب نفسك و حب حد بيكرهك.

إكسب نفسك ثاني و حب حد بتكرهه.

إكسب نفسك ثاني و إنسى حد لسه بتحبه من غير ما تكرهه.

إتفرج على ماتش كورة لفرقتين ماتعرفهمش و شجع واحد فيهم قوي.. قوي.. حتى لو كان بيلعب زي الزمالك.

إنزل شجع مع الزملكاوية لما يكسبوا.. حتى لو إنت مش زملكاوي.

إقرا الكلام ده من غير ماتعلق عليه و لو مش عاجبك بطل قراية.

شوف فيلم الكيف و ماتتفرجش على آخر ربع ساعة فيه.

إتفرج على الناظر من أول ما بيظهر محمد سعد.

لما تقابل واحد مش فاكر إسمه و مش بتسلم عليه عادة خده بالحضن و قوله واحشني جدا يا معلم..

إقرا كتاب عن موضوع معقد مانتاش فاهمة و بعدها إنزل مع صحابك.. هتتبسط قوي.

جرب أكلة جديدة في مطعم فخم.. ثمنها يخرب بيتك.. و روح و إنت مبسوط.

شد مع عربية سيات.

إلبس أحلى لبس عندك و إنزل إمشي في الشارع و إنت فارد ظهرك.. و ماتحطش إيديك في جيبك خليهم أحرار.

إشتري ورد لواحدة تعرفها عادي.. و قولها أصلك زي أختي و بعزك قوي.. هتتجنن.

إرقص حتى لو في أودتك و إنت قافلها بالمفتاح.. ممكن تغني كمان و إنت ماسك الفرشة على إنها ميكروفون.

إفتكر قبل ما تنام كل الكلام الحلو اللي سمعت الناس بتقوله عنك.

كل ما تلاقي حد بيحكي عن مشكلة دورله عن الجانب المشرق فيها.. مهما كانت عويصة.. طلعله فيها فوايد و باركله.

كل ما حد يقولك إزيك عامل إيه؟ قوله الحمد لله مبسوط قوي.. قولها بسرعة من غير ماتفكر و إبتسم.. لوحدك هتتبسط فعلا.

شوف إيه أكبر مشكلة في حياتك.. فكر في أسوأ حاجة ممكن تحصل بسببها و هتلاقيها مش هتموتك و هتفضل برضه في الآخر فوق الأرض مش تحتها و إن الدنيا هتمشي و إحمد ربنا.

فكر في الموت كويس.. و إعرف إنه لسة ماجاش و إعرف إنه قبل ما ييجي لازم تعمل كل اللي نفسك فيه.. و لازم تتبسط و ماتضيعش لحظة مدايق مهما كان السبب.

سافر حتة ماروحتهاش قبل كده.. صورها و صور نفسك فيها.. صلي فيها.. أو بوس أرضها.. أو خد منها تذكار و إرجع ثاني نام على سريرك و عرفه إنه وحشك.

إستحمى في نص ساعة.. خلى المية تنزل على وشك و إسمع صوتها كويس.

جيب لنفسك هدية و إستنى لحد عيد ميلادك و إديها لنفسك.

جيب هدية لحد بتحبه من غير مناسبة.. و إديهاله في عدم إهتمام كأنك ماعملتش حاجة غريبة.

إنزل من بيتك بشبشب و شورت من غير ماتسرح شعرك.. و إتأكد من جواك إنه عادي جدا.. أنا مش مهتم.. و خليك واثق من نفسك.

إشرب مية كثير.

ماتغضبش مهما حصل.

أشكر كل الناس بسبب و من غير سبب.

لو حد إتريق عليك إضحك.. حتى لو من جواك بتضحك عليه.

لو حد شتمك حط ده في تانك البنزين بتاعك علشان يبقى طاقة تحركك لقدام.

لو الناس بعدت عنك إعرف لأنكم مش زي بعض.. لا هما وحشين و لا إنت وحش.. إنتم بس مش زي بعض.. و إتبسط إنك مش بتضيع وقتك معاهم.

لو لقيت نفسك لوحدك شوية ده معناه إنك فريد و نادر من نوعك.. و مين في الدنيا يقول إن نوعك غلط أو وحش.. بس إنت تقدر تتأكد إن ده النوع المناسب ليك.. و إتبسط بيه.. و لو نفسك تغيره غيره.. مافيش حاجة بتلزق حتى إسمك و دينك.

بص لإمبارح.. و شوف إتعلمت منه قد إيه..

خطط لبكره بس إوعى تخاف منه .. إزاي تخاف من حاجة إنت اللي بتبنيها أصلا.. حاجة لسة ماحصلتش و ماحدش في الدنيا يقدر يعرف إيه اللي هيحصل فيها..

إستمتع بالنهاردة كويس.. لأن كل نهاردة هيبقى إمبارح بتاع بكرة زي ما كان بكرة بتاع إمبارح..

إسمع أغنية مدحت صالح وانا ويايا بعيش زي المليونيرات و شوفها على اليو تيوب و إضحك منها أو عليها.. بس في الحالتين هتضحك.

لما حد يحكيلك حاجة مملة علشان يبين مواهبه في الحياة إعمل نفسك متهم آخر حاجة و لما يخلص إعمل نفسك منبهر آخر حاجة برضه.. و كمان إسأله عن تكملة الحكاية.. بس ماتعملش كده كثير.. مرة كل فين و فين..

إفتكر أيام لما كنت بتصحى بدري علشان المدرسة.. و لما كنت بتذاكر فيزيا أو تاريخ.. و أهلك مانعينك من النزول و إتبسط إن ده كله خلص و مش راجع ثاني.

إتبسط.. و لو مش عايز تتبسط.. مش هتعرف تعكنن عليا.

لإن أنا مبسوط.
###

Saturday 9 April 2011

نحن غرابا عك عك! ((شوية عك))







من كتاب: الطبعة الحداشر

بقلم: عصام منصور

**********************************




تستغلق علينا أحيانا بعض المصطلحات و العبارات المعروفة و التى نحفظها عن ظهر قلب دون ان نتبين معناها الحقيقى، انا نفسى كنت أقوم بهذا بلا اكتراث - بحفظ زى مابيقولوا و شكرا- كما لو كنت (بغل السرجة)! و هذا فى حد ذاته مصطلح قديم يكاد يكون مجهولا، و لكى نمحى جزء من هذا الاستغلاق اليكم بعض التفسيرات الهامة لأربعة من أهم المونولوجات و الإفيهات السينيمائية المصرية:

نحن غرابا عك!: النشيد الشهير الذى نعرف جميعاً أن الكفار كانوا يرددونه حول الكعبةالمشرفة فى الجاهلية، و ربما رددناه و راءهم و نحن ندور فى أرجاء المنزل كالهنود الحمر، و كنت أظن أنهم يقولون




*(نحن غرابا عنك عنك)! لأنها كانت أغنية جماعية قديمة الألفاظ، و الحقيقة أنهم لم يكونوا المشركين جميعا بل قبيلة يمنية واحدة اسمها (عك)! آه و الله..




كان لكل قبيلة تلبية مميزة و كانت تلبية (علك)أن يقدما أمامهم غلامين أسودين كاغربان فيقولا:

{نحن غرابا (عك)!} فيردد العكيون {(عك)} و يردد الغرابان {نحن غرابا (عك)}فيكمل العكيون {(عك) اليك عانية.. عبادك اليمانية.. كيما نحج الثانية} و يعاد النشيد كله مرات كثيرة، و معنى عانية خاضعة أو ساجدة و عابدة لرب الكعبة - الحق أنهم كانوا يعرفون أن للكعبة ربا معبودا غير الأصنام- و معنى اليمانية تحوير ليمنية لزوم القافية، و كيما هى مزيج (كى) و (ما)اى لكى..

و لقد صممت أغنية راب طريفة على وزن النشيد يقول الفريق الذى يؤديها" {نحن نريدها هلس هلس.. نريد خرابا دائما.. خمرة و بانجو و رقص رقص.. هدفنا شبابا ضائعا} و تقول احدى عضوات الفريق فى مقطع : {مناخيرى و ظبتها.. حواجبى و رسمتها.. و شفايفى و نفختها.. و عنيا و لنسستها.. لون شعرى و غيرتو.. و الوسط و ظبتو.. و التاتو و رسمتو... و التييييت و كبرتوووووووووو!}




*يقول(ابن حميدو):بس نورماندى دى غرقت فى الحرب يا ريس. يجيبه الريس حنفى:دكها نورماندى وان انما دى نورماندى تووو: طبعا عبارة تاريخية تبادلاها الالكوميديان النجمان (اسماعيل يس) و (عبد الفتاح القصرى)فى الفيلم التاريخى اشهير (ابن حميدو)عن (نورماندى2) التى غرقت فور أن نزلت الى الماء، و (نورماندى) الأصلية أكبر و أسرع و أفخم سفينة ركاب فرنسية ظهرت فى بداية عقد الثلاثينات، و كان مصيرها هو نفس مصير سفينة تيتانيك فى انها غرقت و هى راسية بميناء (نيويورك) بعدها أسرها الأمريكيون عام 1941... ظل حطامها فى قاع المياه طوال ماتبقى من الحرب العالمية الثانية، الى ان تقرر بيع حطامها كخردة فى أكتوبر 1964.




* تشربى ايه يا هانم؟ قالت برقة: كونياك. فقال: برافو.. الكونياك مشروب الفتاة المهذبة: العباراتالمعروفة التى تبادلاهاه (ستيفان روستى)و (فاتن حمامة)، و الكونياك غير الشمبانيا غير الويسكى غير الجعة غير الفودكا غير البراندى غير التكيلا غير الرم بالنسبة لغير العارفين!

فهو مشروب كحولى لكن بمواصفات معينة، فهو مقطر من العنب، و نسبة الكحول فيه 40% اى انه قوى نسبيا، سمى على اسم مدينة فرنسية تعتبر هى و (ارجمانك)الفرنسية ايضا و (جيريز) الاسبانية اشهر ثلاث مدن تنتج الكونياك،و حسب القانون الفرنسى لا يسمى المشروب بالكونياك الا اذا كان يصنع بذات الطريقة التى كان يصنع بها من 3 قرون، مثل ان يعتق فى براميل خشبية فرنسية لمدة سنتين.. و كانت الخمور الجيدة منها و الرديئة كعرق البلح و البيرة، تشرب زمان-بنسبة مهمة- فى (مصر) كاسجائر هذا الوقت، لكن حاليا تطور الأمر للمخدرات و اصبح تناول سجائر الحشيش جهارا نهارا مع اختفاء عسكرى الدرك و الدوريات و الشاويش الشهير بتاع (هااااااه مين هناك؟) و انت لو قلت (محمود)هيقولك على طول ( ماشى يا حودا صباح الفل)!!




*يقولك الدكتور (شديد): الا قولى يا خواجة فيدو. فيقول الخواجة (بيجو) معترضا: فيدو ايه و فى رجله ايه.. (بيجو) يا خبيبى... (بيجو)! اللقطة الشهيرة من فيلم (اسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين) للخواجة (بيجو) خفيف الظل الذى يعانى من تصرفاته الطفولية، و الدكتور شديد بتاع ( و ماله يا خويا مايضرش) اشهر مرض بالألزهايمر، و كلنا قصة الخواجات الذين اندمجوا زمان فى المجتمع المصرى خاصة فى (اسكندرية)، لكننا لا نعرف معنى كلمة (خواجة) التى نكررها كلما تذكرنا (عقدة الخواجة)




و اصل الكلمة فارسى و يعنى السيد..

و ماله يا اخويا مايضرش!







###

ظلمونا منهم لله

بقلم: نهى حجاج


قال لى صديق عزيز فى يوم من الأيام و نحن نتحدث فى موضوع ما: انا عندى انطباع غريب عن بنات اليومين دول..
قلت له بفضول: ايييييييييه؟؟؟ قال لى: "بحس ان بنات اليومين دول عاملين زى واحد سِكِر و ضارب الدنيا صرمة!!!!
استعجبت أوى من التشبيه .. و قلت.. هو فعلا كده...و فكرت شوية ووصلت لاستنتاج حطوله انتم وصف مناسب ... ده مش البنات اللى فى جيلنا بس اللى كده... الشباب كمان... مش طرف واحد اللى مدهول و حاله مقلوب... احنا جيل انضحك عليه.. طلعنا فى ظروف مايعلم بيها الا ربنا.. لا الراجل عرف يبقى راجل,,يؤمر و ينهى و يشكم و يملك بيته و يتجوز و يقدر يصرف على أهل بيته ....الخ
و لا البنت بقت دلوعة و هنومة و تشاور بصوبعها و تقول انا عايزة ده و مش عايزة ده و تتستت فى بيتها و تربى العيال اللى هم بيبقوا كنز حياتها.
باختصار قلت له ان فى جيلنا الشباب كانوا لابسين طرح و البنات طالع لهم شنبات...
مش قصدى طبعا أهين الشباب أو البنات.. بس ده الواقع الأليم كما تصورته أنا..
شباب طلع مقهور.. فرصه فى التعليم و الشغل و الترقية و الجواز و عيش حياة كريمة مستريحة الى حد ما قليلة جداااا و عند البعض - مش عايزة أقول عند الكثير- معدومة.. 
شباب فقد القدوة و الاحساس بالأمان و الاحساس بقيمته ك "رجل" فى مجتمعه.. جيل فضّل القعدة على القهاوى عندما وجد انه ليس لها بديل.. فلا وظائف.. لا حكومى و لا خاص... و طبعا و لا لاقى بيت يقعد فيه و يتلم و يخلف له عيلين.. و البديل لذلك هو القعدة فى البيت أمام الوالد و الوالدة ...  وطبعا تشتغل اسطوانات تلقيح كلام للصبح للشاب الغلبان لما يحس انه عايز يقوم يولع فى نفسه زى بوعزيزى....
و على الصعيد الآخر... البنات بقوا أكثر تحملا للمسئولية... البنت بطبيعتها أقرب لوالديها.. و قربها بيخليها تحس بمشكلة الأب و الأم لما يشوفوا الولد قاعد فى البيت و محبط مش عارف يعمل حاجة فى حياته...
لو عايز يشتغل لازم واسطة أو فلوس... و برضه ممكن مايلاقيش شغل... لو عايز يتجوز.. مفيش شقة و لا فلوس لفرش.. و لا غيره... و البنت بتبص لكل ده و تشفق على أخوها و على أهلها و تبص لحالها... 
ماهى لو عايزة تتجوز دالوقتى... الشباب اللى هيتقدم لها هيكون فى الغالب نفس عينة أخوها... و زى اى شاب فى الغالبية العظمى من جيلنا... و طبعا هى لازم تساعده و تساعد أهلها اللى فى الغالب مش هيقدروا يقوموا بالليلة لوحدهم....
نزلت البنت تشتغل.. لا و كمان سافرت فى بلاد الله خلق الله... تجيب لها قرشين  ينفعوها لما ييجى المعدول اللى هيتقدم لها... و اهه تجيبلها تمن أوضة و لا اوضتين و شوية فلوس للهلاهيل اللى هتحطهم فى الشقة و كمان علشان تساعد فى مصاريف الخطوبة و الفرح و فستان الفرح.....الخخخخخ..... 
دوااااااااااااااامة طويلة.. خلت البنت تضرب البنطلون الجينز و التونيك او البلوزة و الطرحة (لو محجبة)  و تنزل لمعترك الحياة... تتنطط هنا و تتهرس هنا  و تتبهدل جوا الميكروباصات او الأوتوبيسات... و تضطر تفقد كتير من نعومتها و رقّتها لما تتخانق مع سواق تاكسى مفترى او عميل فى بنك هى شغالة فيه و فاكر انه شاريها بفلوسه.. او ولى أمر فى مدرسة خاصة هى شغالة فيها .. و ده بقى بيقول فعلا انه شاريها و شارى المدرسة بالمصاريف اللى دفعها (حقه برضه ماهم مش بيدفعوا شوية)... أو صاحب محل المسكينة شغالة عنده  طول النهار  مابين إمارة الزباين و تكشيرة صاحب المحل فى الرايحة و الجاية...

يالهووووووووووى.... انا جالى اكتئاب بس وانا بكتب الكلام ده.... اومال  و احنا عايشينه يجرالنا ايه؟؟؟؟


يا شباب و بنات جيلى.....
انتم تستحقون جميعا حياة أفضل
تستحقون جميعا أن تشعروا بذكورتكم و أنوثتكم المنهوبة
تستحقون جميعا ان تحصدوا ثمار ثورتكم على الظلم  و القمع الذى عشنا فيه منذ ولدنا
تستحقون من كل انسان التحية و الاحترام و الإنصات لمطالبكم


أحبكم جميعا فى الله....
دامت لنا الثورة....
دامت لنا الكرامة.


###