Tuesday 11 June 2013

عايز تتكلم انجليزى؟؟؟ هتزيط يا معلم

رحلتى فى بلاد العربان (2)
و لأن الرحلة لبلاد أشقائنا العرب... رحلتى انا فقط طبعا... بدئت من حوالى 4 سنين فالأفكار كتيرة و ترتيب الأحداث اللى حقولها بيه مش بالضرورة يكون منطقى... أدينا بندردش... ورانا ايه... ورانا ايه :)
و اهه قصة من هنا على حدوتة من هناك على موقف طريف على حادث مؤسف... و ماتاخدش فى بالك زى ما اتفقنا.

و من ضمن المواقف الظريفة اللى حصلت لى بعد حوالى اسبوع من وصولى قطر لأول مرة... و اللى كانت أول سفرية فى حياتى على الإطلاق خارج حدود مصرنا الحبيبة، كان فيه موقف لازم يتعرض له كل مصرى على قدر ما من التعليم الحكومى العادى لما يسافر دول الخليج.. الا و هو موقف التعامل مع شخص من جنوب شرق آسيا مش بيعرف يتكلم عربى.. و بالتالى بتكون وسيلة التخاطب حاجة من اتنين... يا اما نحاول نلضّم شوية كلام عربى مكسر .. مكسر مكسر يعنى...و فى الحالة دى على طول لازم نتقمص جميعا شخصيا الطباخ عثمان فى افلام ابيض و اسود و نتكلم بنفس طريقته و على أنيل كمان و محدش هيفهم حاجة فى الغالب.. او الأسلم - و ده الحل الأمثل اللى انا شخصيا فكرت فيه فى الموقف اللى هحكيهولكم - و هو ان الواحد يتكلم مع الناس دى بلغة مشتركة... حل وسط يعنى.. و هنا بقى ييجى ليسانس آداب انجليزى فى مطرحه و ماضاعش تعليمك المجانى يا بلدى.
و الحكاية من بدايتها كانت بسيطة اوى .. انا بس كنت خارجة مع زميلاتى نتغدى اليوم اليتيم اللى بنقدر نخرج فيه اخر الاسبوع و فكرنا ناكل برة كنوع من التغيير و الفنجرة. و تو ما وصلنا سيتى سنتر الدوحة، سنترت نفسى على المحل اللى عينى وقعت عليه اول واحد فى الفوود كورت و هو بكل جدارة كنتااااااااااكى... و انا من النوع الغريب ده من الناس اللى فى اول مرة يروح مكان مابيعرفش يفليه كويس و يغربله كده و يعمله عملية مسح شامل باشعة اكس مع تحضير ملفات الاماكن المشابهة من العقل الباطن لرسم خريطة ذهنية للمكان و كده يعنى... و فى الغالب بتلخبط و اتلخفن و ممكن كمان اتدهول اول نزولتين لنفس المكان... و ده اللى كان حاصل فعلا وقتها... المهم... كنت واقعة من الجوع و  لما عينى وقعت على حبيب الملايين و اللى هيجيبلنا ضغط و كوليسترول بدرى بدرى اللى اسمه الحاج كنتاكى... حسيت انى لقيت كنز فى وسط صحراء جرداء. و حسيت بنافورة فرحة  ضخت فى عروقى شلال شجاعة انى اتقدم ناحية الكاونتر علشان اطلب من اخونا فى الله اللى شغال هناك اى وجبة اسكت بيها الغيلان اللى بتهد المعبد فى بطنى. و على ما اتذكر كان الاخ ده فى الغالب هندى... و الشهادة لله.. الراجل كان محترم شكلا و موضوعا و شكله جاى ياكل عيش.. او ياكل كنتاكى... اهه ياكل اى حاجة و السلام.. و سألنى بكل هدوء و لطف و قالى: "نىبلبللاسللاسبلالشعلابسيلبنبلىي" ... و ترجمى بقى يا فالحة و خلى الليسانس ينفعك. هو فى الغالب قال كلام انجليزى... لان الحروف و تراكيب الكلمات مع تناغمها فى الجمل اللى قالها الراجل ده بتوحى بكده... طبعا طالما استنتاجى منطقى يبقى لازم ارد انا كمان بالانجليزى... قدها و قدود يا جدعان.... روحت ماسكة المينيو ( اللى هى قائمة الطعام) و شاورت له على وجبة انا عايزاها... و كعادة كل الاخوة الافاضل اللى بيشتغلوا فى مطاعم الفاست فوود، انت بتعمل اللى عليك و تطلب الوجبة .. قوم هم بأه لازم يعملوا اللى عليهم هم كمان و يطفحهوهالك و يندموك على اليوم اللى طلبت فيه منهم اى حاجة. فى مصر كنت تطلب الوجبة لازم تتسأل على حجمها، سبايسى  و لا عادى، بيف و لا تشيكين، الصوص اللى عايزه معاها ايه، بجبنة زيادة و لا عادى، المشروب نوعه بيبسى و لا فانتا و لا سفن، عادى و لا دايت، هتاكل هنا و لا تيك اواى، أى طلبات تانية؟؟؟؟؟؟ تكون انت بقى بتطلع فى الروح. و يبدو ان ده سرو بلد الفاست فود لو اعتبرنا انها بلد و ده طبعهم فى بلدهم و كل واحد حر... لانى لاحظت ان الاخ الهندى بدأ يقول حاجات مش مفهومة و يبص لى منتظر الرد.. طبعا اختكم اتبلت و حسيت ان 14 سنة خدمة فى ثانوى اتشد عليها السيفون... مش فاهمة حاجة... مش فاهمة حاجة خااالص.. طرطقت له ودانى اكتر من مرة.. و بقيت ارمى كلمة انجليزى فى النص كده على استحياء "آجين" ، " سورى" على أساس ان الراجل يعيد كلامه... كنت بفهم كلمة او اتنين بالكتير و الباقى خرج و لم يعد...و فى الاخر لما غلبت خالص و حسيت بفشلى الذريع و انى يا هعيط يا هجرى من قدامه و يقولوا البت اتجننت... روحت مشاورة بايدى ان خلاص كده.. ستوب يا معلم... و قلت له بمنتهى الحسم و بلغة انجليزية علمتهالنا الله يمسيها بالخير ميس سوزان و ميس نيفين فى المدرسة و باقى الاساتذة و جهابذة قسم لغة انجليزية  شعبة ادب جامعة اسكندرية- و يافرحتهم بيا و بخيبتى القوية : " مش ده الانجليزى اللى انا اتعلمته طول حياتى؟ انا مش فاهمة منك حاجة" ...الراجل كان ساعتها طبعا جاب جاز و فقد الامل هو كمان ان الحوار ده نطلع منه بأى حاجة مفيدة... و لانه محترف فى التعامل مع اشكالى... و لانى كنت مستعدة اكل دراعه او دراع اى حد من الجوع اللى انا فيه ... فراح الراجل مقصّر و مشاور مرة اخيرة على الوجبة اللى انا شاورت عليها فى الاول... و روحت انا هزة راسى بالتبعية و كان ناقص اقوله " انا عايزة من ده يا حزومبل انا عايزة من ده" ... الراجل شاور لى بما أفادنى ان خلاص هو هيتصرف و قالى سعر الوجبة و اديته الفلوس و عطانى وصل ... و كل ده لغة الإشارة شغالة معانا فلة شمعة منورة... و فهمت بالويم كده ان كمان عشر دقايق اجى اخد الأكل. هييييييييييييييييييييييييييييه. وصلنا للأكل.
رجعت و انا جوايا خليط ذرى من مشاعر مختلطة من الغيظ و الغضب و الفرح و الجوع و الهبل و خلافه لزميلاتى اللى كانوا مستنيينى على ترابيزة من اللى موجودين فى الفود كورت و حكيت لهم فى العشر دقايق دول اللى حصل بحذافيره.. زميلة منهم اكبر مننا سنا و افتكرها بالخير فهمتنى ان الانجليزى بتاعنا فى مصر و الدراسة بتاعتنا ده محلية فقط... و ان الاحتكاك بلكنات تانية للغة الانجليزية يبدأ من الخليج... ننسى بقى القواعد و الأصول اللغوية ... و ننسى حتى اللكنة الأصلية بتاع انجلترا او حتى امريكا.. احنا هنا فى الخليج يعنى هنتكلم انجليزى بالصلاة ع النبى بلكنة شاروخاااااااان... و هو ده النظام العالمى الجديد.

و دى كانت تجربة واحدة من تجارب كتير نتكلم فيها بعدين ان شاء الله... و احب انوه ان دالوقتى  و بفضل الله بقيت بعرف افهم انجليزى باللكنات الهندية و الباكستانية و البنغالية و الفلبينية و الاندونيسية و غيره ، و مش بس كده... و بقيت المترجم الرسمى لاى اخت مصرية مستجدة فى المنطقة العربية الشقيقة كانت فاكرة انها هتتكلم انجليزى زى ما بيقول الكتاب.
صحيح يا جدعان.. اللى يعيش ياما يشوف :)

(يتبع)