الكثير مننا يختلفون الآن على مسميات... و قد ننجذب لبعضها بناءا على دوافع شخصية محضة.. منها مثلا دوافع عاطفية.. فقد نرتبط عاطفيا بشخص مؤسسى بعض الحركات السياسية أو الدينية .. و أحيانا لما يمثلونه أو ما يدعون إليه.... و قد يكون الدافع مادى... فقد تكون هناك هدايا أو عمولات أو رشاوى أو...أو.... من أصحاب تلك المسميات.. تغرى - و احيانا - تجبر التابعين لهم على الانصياع لدعواتهم...و هناك عوامل اجتماعية... كانقياد القطيع لتيار معين او الرغبة الاجتماعية فى مجتمع كامل او لدى صفوة ذلك المجتمع فى الاتجاه لمسمى تيار معين... و بالتالى يظل هذا المجتمع حليفا لذلك المسمى و قادته و من يواليهم... وغير ذلك الكثير من الأسباب التى قد تربطنا بتيار دون غيره و بمسمى دون الآخر.
و الحقيقة أن ما أكتبه الآن هنا ليس لتوجيه أى شخص لتيار بعينه... و لا لإظهار أحد دون غيره بصورة جيدة أو سيئة... و لكننى كالجميع أسمع تلك التعبيرات و المصطلحات و المسميات.. و لا أفهم بعضها و أفهم بعضا آخر... و حتى الذى أفهمه قد لا استوعب بعده التاريخى و الاجتماعى و الاقتصادى و تاريخ نشأته... لذلك فقد قررت ان ابحث و اجد و لو تعريفا بسيطا و أوليا لتلك المسميات... حتى تقترن بشكل صحيح بنشأتها و أهدافها و كى أتمكن من الحكم عليها لحقيقتها و كنهها لا لارتباطات عشوائية فى تفكيرى و عاطفتى ليست مبنية على اى أساس من الصحة... و فى النشر فائدة التعميم للفهم ... و ان كنت احب ان يظل كل منا يبحث بذاته و بفكره الخاص حتى يعرف حق المعرفة ماهية المسميات التى تضرب مسامعناو تغزو عقولنا.
و أبدأ بالمسمى الأكثر شيوعا بين العرب.. ألا و هو "الصهيونية" ... و من موسوعة ويكيبديا وجدت التعريف الآتى لها:
"الصهيونية (بالعبرية: ציונות) هي حركة سياسية يهودية،ظهرت في وسط وشرق اوروبا في اواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للعودة الى ارض الآباء والأجداد (إيريتس يسرائيل) ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الاخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات , وبعد فترة طالب قادة الحركة الى انشاء دولة منشودة في فلسطين والتي كانت على جزء من الاراضي التي تسيطر عليها الدولة العثمانية [1] [2] وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم [3] وبعد تأسيس دولة اسرائيل اخذت الصهيونية توفير الدعم المالي والمعنوي وهناك طرف آخر يصفها بالايدلوجية والعنصرية المتطرفة كتطرد الفلسطينيين من ارضهم[4][5][6] [7][8][9] وأول من استخدم مصطلح الصهيونية هو ناثان برنباوم الفيلسوف اليهودي النمساوي عام 1890وقد عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل في سويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية [10][11]"
مراجع[عدل]
- ^ * David Hazony , Yoram Hazony, and Michael B. Oren, eds., "New Essays on Zionism," Shalem Press, 2007.
- ^ Motyl 2001, pp. 604..
- ^ الصهيونية إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي
- ^ http://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/13537120701445372
- ^ [1]
- ^ http://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/13531042.2011.610119
- ^ “Anti-Zionism is anti-semitism”. The Guardian، 29 نوفمبر 2003. وصل لهذا المسار في 29 نوفمبر 2003.
- ^ “Anti-Zionism and Anti-Semitism”. Jerusalem Center for Public Affairs، Fall 2004. وصل لهذا المسار في 17 نوفمبر 2012.
- ^ Marcus, Kenneth L. (2007), "Anti-Zionism as Racism: Campus Anti-Semitism and the Civil Rights Act of 1964", William & Mary Bill of Rights Journal 15 (3): 837–891
- ^ الصهيونية العالمية، عباس محمود العقاد
- ^ الصهيونية بين تاريخين، عبد الله النجار ـ كمال الحاج
و قد فهمت من تلك النبذة أن الصهيونية ما هى الا حركة سياسية لها اهداف سياسية محضة و لكنها اصطبغت بالصيغة الدينية لان من اقامها يهود يسعون لتعديل سياساتهم و سياسات العالم لتسمح لهم بممارسة حياتهم الدينية بالشكل الذى يرتاحون اليه و بالصفة و الطريقة التى تناسبهم (نختلف معهم او نتفق) وان يحصلوا من خلال أيديولوجياتهم و معتقداتهم الفكرية على كل ما يريدون من حريات توافق تطلعاتهم.
و اللى لفت انتباهى فى ويكيبيديا معلومة هامة بالنسبة لى:
"قبيل العام 1917 أخذ الصهاينة أفكارا عديدة محمل الجد وكانت تلك الأفكار ترمي لإقامة الوطن المنشود في أماكن أخرى غير فلسطين، فعلى سبيل المثال، كانت الأرجنتين أحد بقاع العالم المختارة لإقامة دولة إسرائيل، وفي العام 1903 عرض هيرتزل عرضاً مثيراً للجدل بإقامة إسرائيل في كينيا مما حدا بالمندوب الروسي الانسحاب من المؤتمر، واتفق المؤتمر على تشكيل لجنة لتدارس جميع الأُطروحات بشأن "مكان دولة إسرائيل أفضت إلى اختيار أرض فلسطين.
و هذا لأنه كما نعرف جميعا كعرب و كما يعرف المسلمون من العرب و المسيحيون أيضا... ان اليهود جماعة مشتتة .. و لهم تاريخهم المعروف على تعدد صوره و تشابه فحواه الذى أفضى بهم إلى الشتات . و بدون التطرق إلى هذه النقطة بشكل لن أدعى مقدرتى على الإلمام به بالشكل الصحيح ..لكننى سأوضح مقصدى منها... فأنا أعتقد بشكل شخصى أن نقطة الشتات و عدم إدراك الهوية و المكان و المكانة هى عامل مشترك بين عدد من الجماعات التى تكونت و أصبح لها مسميات مثل الصهيونية و غيرها. بمعنى أن أغلب تلك الجماعات و لا أقول كلها... لديهم بعض مواطن النقص المتمثلة فى احساس مكونيها و تابعيهم بعدم اكتمالهم ككيانات و شخوص... و لذلك سعوا الى ايجاد أفكارهم و أيديولجياتهم التى حالما انتشرت تجذب لهم مثلائهم.. و مع تجمع تلك العقول المتشابهة فى مواطن الكمال و النقص... يتبلور الفكر الذى يتحول الى نقطة الهام و دافع... و المشكلة هنا انه فى احيان نرى هذا الدافع الكامن من التضامن بين أصحاب الفكر قوة مدمرة حينما يغرى أصحاب الفكر الواحد بالتطرف فى أفكارهم و رغبة فى تشويه الفكر الأصلى - ان لم يكن فكرا مشوها من الأساس- كى يصبح عاملا مدمرا للغير ممن ليس لديهم نفس النقائص و السلبيات.
و هذا يدفعنى الى الحديث عن الجماعة التالية و الفكر أو المسمى التالى و هو الماسونية...
و الماسونية كما نجد تعريفها أيضا على الويكيبيديا، هى:
الماسونية أو البناؤون معناها الحرفي هي "البناؤون" (بالإنكليزية: Freemasons أي "البناؤون الأحرار"). هي عبارة عن منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق الميتافيزيقيا وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إلهي. تتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض وبالذات في شعائرها في بدايات تأسيسها مما جعلها محط كثير من الأخبار، لذلك يتهم البعض الماسونية بأنها "من محاربي الفكر الديني" و"ناشري الفكر العلماني".