انا من اسكندرية....
شكرا يا جماعة... الله يكرمكم....انتوا اللى اجدع ناااااس و الله... و لو ان انا شايفة ان كل الناس من كل المحافظات جدعان. و بدأت اتخنق من لهجة العنجهية الفارغة بتاعة انت مش ادى انا قاهرى.. ده احنا جيزاوية يا عم الامور يعني فراعنة و اهرامات.... وياسيدى.. احنا سوايسة يعنى حريمنا رجالة و رجالتنا اسود و عيالنا راضعين دم العدو.....الى اخر الوصلة مع احتمال ان تبدأ بفخر و مدح و تنهى بهجاء و ذم.. و تلاقى الموضوع خرج خالص عن الانتماء الطبيعى و تقدير جزء من الوطن اللى العبد مننا شرفه بميلاده فيه.. و تلاقى الليلة قلبت بغم و القاهريين يقولوا ع الدمايطه مثلا.. حلوين يا حبيىبى.. بامارة تتعشى و لاتنام خفيف؟ و الصعايدة -ودى اكتر ناس اتبهدلت يا ولداه- يتقال لها مثلا... ايه اخبار الدرادل عنديكم؟؟؟ و اهل الصعيد عامة يشتغلوا زى خالتى اللتاتة فى المقابل فى نظام الأمثال -حقهم برضه-.. و تلاقيهم رقعونا المثل اللى بيقول.. مية مالحة ووشوح كالحة.. الى آخر الليلة اللى شكلها هتنتهى فى القسم... و ساعتها محدش هياخد حقه... أصل فيه انفلات أمنى فى البلد اليومين دول... انتوا مش واخدين بالكم و لا ايه؟؟؟
المهههههههههههم
يعنى... بغض النظر عن موضوع الفخر بمحافظتى لدرجة السفه اللى انا كنت فرحانة بيه زمان و كان عادى يعنى... و بقيت بتقرف منه جدا بعد ما كبرت شوية و بدأت افهم ان كله محصل بعضه فعلا.. و ان فى كل مكان فيه الحلو و فيه الوحش عن قناعة..
نرجع بقى لاسكندرية تانى...
انا ليه كنت بقولكم انى من اسكندرية؟؟؟ ليه؟؟؟ليه؟؟ لييييييه؟؟
آاااه...اصلى كنت عايزة اوصف لكم مشهد... و المشهد اللى هوصفه ده كان فى الترام الزرقا...ترام اسكندرية.. بلدى و مسقط رأسى.... و مأواى...
كنت رايحة مشوار لمحطة الرمل و الحمد لله كنت نازلة بدرى فالترام كان يعتبر فاضى نسبيا... و لقيت مكان اقعد فيه... اتلميت ع الكرسى بتاعى... و كنت فرحانة بيه أوى الحقيقة... هو حد بيلاقى كراسى فى التروماى اليومين دول؟؟
و و انا قاعدة كده مشغلة الإم برى ثرى و غرقانة فى التفكير فى ولا حاجة... شوفت اتنين راهبات ركبوا الترام هم كمان... و كانوا واقفين...مالحقوش كرسى... على فكرة الراهبات كانوا شكلهم اصغر منى علشان محدش يفتكر انى شوفتهم و سلبطت و سيبت الراهبات الكبار واقفين و انا قاعدة بمنتهى السماجة...انا بقوم للى اكبر منى دايما و الله و طالما مش تعبانة فعلا...
المهم.... عجبنى جدا شكلهم بحجابهم الجميل... اى و الله حجاب... و حجاب شرعى كمان زى اللى فى الاسلام... و شكلهم جميل جدا...
و لقيت واحدة ست واقفة الناحية التانية قصادهم...شكلها محترم و عبايتها شيك و منقبة و واقفة فى هدوء جميل.. خلانى أحس بسلام داخلى كده مع الفرحة بالمشهد الأولانى للراهبات برضه....حسيت انى فرحانة معرفش ليه
شوية و لقيت فى محطة من المحطات ناس ركبت.... بنات...انا فى عربية الحريم لا مؤاخذة.... مفيش رجالة هتهوب هنا.... بنات شكلهم اندونيسيات... من اللى بييجوا يدرسوا دراسات إسلامية هنا فى مصر.... فى كلياتنا الاسلامية العريقة اللى تعتبر فخر لكل مصرى مسلم على وجه البسيطة ... و اللى ياما خرجت أئمة و شيوخ و نخبة من أهل الفقة و الشريعة فى الاسلام.... و تتلمذ على يدهم القاصى و الدانى من داخل و خارج مصر....
معلش.. حتة فخر و اعتزاز ببلدنا فى النص J
كانوا البنات الاندونيسيات لابسين لبس مبهج جدا جدا.... انا ما اتخيلش انى البسه لكن هو كان لايق عليهم فعلا.... و شكلهم مبهج و مفرح ببلوزاتهم المليئة بالورود .. ذات الألوان المبهجة... بصيت لقيت كمان سيدة محترمة معاها أطفالها... شيك و بشوشة... و لفت انتباهى انها لابسة صليب فى سلسلة شكلها شيك برضه... و عرفت طبعا انها اخت مسيحية... و برضه فرحت بشياكتها و بوشها البشوش و اولادها اللى كانوا هاديين و مؤدبين جنبها... محدش فيهم بيصرخ و لا بيدبدب على الارض زى ما بنشوف اطفال كتيييييير مع اهاليهم و بنتمنى اننا ماكناش ننزل يومها من البيت أصلا... و لا نركب الترام دى من أساسه
و فى باقى الكراسى كان فيه ستات و بنات... مسلمات..كان باين من حجابهم... و برضه كانوا قاعدين باحترام و بهدوء لذيذ... يصعب ان نجده فى أى ساعة أخرى من اليوم.
و اكتمل المشهد طبعا بالكمسارى... لقيته عدى و سط الميكس الرائع اللى وصفتهولكم ده من شوية .... و كان الكمسارى ملتحى.. يعنى واضح انه مسلم و متدين الى حد ما....
انا بقى كنت نفسى اقوم اطير من فرحتى... زى قلب شويكار فى مسرحية سيدتى الجميلة لما كانت المفروض تقول للخديوى...انا قلبى طاير من فرحته... برؤية طلعتك البهية يا مولااااااااااااى
بجد و بحق و حقيقى... كنت طايرة و فرحانة بالناس دى.. و ببلدى.. اللى جمعت الراهبة جنب المنقبة.. جنب الاخت المسيحية التى لم تترهبن... و الاخوات المسلمات اللاتى لم تنتقبن و الاخوات المسلمات من البلد الآسيوى.. و الكمسارى الملتحى... كل الناس دى.... الله اكبر يعنى و خمسة و خميسة ... كانت بتتعامل ببشاشة و بسماحة و بهدوء و بلطف و أدب و دماثة أخلاق...
السيدة المسيحية اللى علمت اولادها مايزعجوش حد فى الترام و كانت بتوجههم بنظراتها انهم ما يتحركوش كتير و لا يضايقوا حد... و الاخت المنقبة اللى كانت واقفة بأدب قصاد الراهبات... و الراهبات اللى لقوا كرسى فاضى و قالوا لسيدة محجبة مسلمة تروح تقعد عليه لما لقوها شايلة طفلة صغيرة... و البنات الآسيويات اللى كانوا واقفين باحترامهم و بأدب و طلعوا الترام و نزلوا كأنهم نسمة و عبرت علينا.... و المسلمة اللى قاعدة قصاد الاخت المسيحية و بتوسع لاولادها علشان يعرفوا يقفوا قدام الشباك و هم قاعدين جنب والدتهم.... و الكمسارى اللى عدى علينا كلنا و قطع لنا التذاكر و عاملنا كلنا زى بعض..عادى يعنى... لا شوفته كشر فى وش المسيحية و لا ابتسم فى وش المنقبة.... كله بالنسبة له كان سواء فى المعاملة.. مع ان الاخ كان يوحى ان شكله اخوان....بس عااااااادى
منتهى الأخلاق.. و منتهى التجانس و التناغم... و منتهى السماحة بين أهل الديانتين... و لو فيه مثال ممكن نستشهد بيه على حال المسيحيين و المسلمين فى مصر... انا هرشح المشهد ده لجائزة نوبل للسلام... و أعتقد هيفوز بيها عن جدارة.
طبعا حبايبى اللى عايزينها مشعللة... هيقولوا اه.. و ماله ... بس اللى فى القلب فى القلب... هقولهم اطلعوا انتوا منها.... ماهو اللى فى القلب ده لو كان قلبكم انتم ماكانتش عمرت... انما الناس دى اتعاملت باللى فى قلبها و كان باين جدا لان الدين معاملة... و المعاملة كانت قدام عينى زى الفل... و كل واحد محترم غيره... و محترم نفسه... و بيساعد غيره...بغض النظر عن أى شئ... أو اى اعتبار... و كله شايف هدفه و شايف شغله بحيادية و بحب وود و تناغم...و ..و هى دى مصر يا عبلة اللى يشرفنى انى انتمى ليها وانتمى لاهلها دول.
لا بييفرق بيننا دين و لا انك من المحافظة الفولانية و لا ان انت من الصعيد او من بحرى... و لا ان انت ابيض أو أسمر أو قمحى...و لا المفروض يفرق بينا انك كمسارى بتشتغل فى ترماى او بيزنس مان بتجيب استثمارات للبلد... و ده اللى عايزين نشتغل عليه فى بلدنا الفترة الجاية... و ده هيحصل لما السماحة دى يبقى معاها عدالة اجتماعية و قوانين تحمى كل طوائف و عناصر الأمة...
ابحثوا عن الجزء الذى يخص كل فرد منكم من الأحجية او البازل..
نقبوا و فتشوا عن دوركم الفعال الذى سيحرر الأمة من أغلال العهد البائد..
ساعدوا أنفسكم و من بجانبكم على العمل و النهوض بالوطن و الأمة كلها..
لا تكونوا محدودى الأفق..
لا تكونوا متخاذلين..
لا تكونوا غير أنفسكم..
لا تكونوا أفاقين و منافقين..
و عندها...تكون مصر.
###