رحلتى فى بلاد العربان
بدأت رحلتى فى بلاد العربان عندما اخذت أول قفا فى حياتى. و كان قفا عاطفى طبعا. اتخطبت و حبيت و مانولتش. و اتفسخت الخطوبة و كأى انسان طبيعى حسيت ان طريقك مسدود مسدود مسدود يا ولدى. و كانت كل حاجة بتفكرنى بالحب القديم (اللى اصبح .قديم). و كان القرار. لازم اسافر... هسافر يعنى هسافر. الحالة المادية بقت شبه "على الحديدة".. و الحالة المعنوية كانت " تحت الحديدة" ... اما الحالة العاطفية فحدِث عنها و لا حرج. المهم... قدمت على اعلانات وظائف الأهرام العريقة طبعا. كان هدفى الأساسى هو انى اسافر الإمارات... بلد سمعت عنها كل خير الحقيقة. واحدة صاحبتى وقتها قالت لى نصيحة كانت ممكن تهد كل تخطيطى للسفر.. و انا عقلتها برضه و هى فكرة خاصة بمجتمعاتنا العربية و اخص بالذكر المجتمع المصرى.. صديقتى قالت لى: " لو سافرتى ده هيكون غلط جدا.. لان فى بلدنا الناس بتفكر غلط.. بيعتبروا اى واحدة سافرت انها مشيت على حل شعرها ... او حتى لو هى واحدة . محترمة فهيعتبروها مجنونة انها تغامر بفرص الجواز لها فى البلد. و الحقيقة هى انى فعلا لقيت كلامها منطقى جدا... خاصة و ان اغلب الشباب الأنتيخ فى بلدنا جاهزين للجواز اوى و امكانياتهم فوق الممتاز.. طوبة فضة و طوبة دهب و زيييييط يا معلم. و انا فى الواقع كنت خلاص اتعقدت بعد التجربة الفاشلة. فقررت انى اسيب الفرص الممتازة للجواز فى بلدنا و استعنت بالله و قلت اهلى عارفين اخلاقى و الناس كلها بتشوفنى عسكرى ماشى فى الشارع يعنى باذن الله مش هيظنوافيا السوء. و توكلت على الله و ضربت بكلام صديقتى العزيزة عرض الحائط و قلت لها "هسافر برضه.. انا اتخنقت هنا."
كان مهم عندى انى اسافر لان كل مكان فى اسكندرية كان بيفكرنى بذكريات حلوة مع الخطيب السابق و انا كنت فى مرحلة انى بحاول انسى. و غير كده حسيت ان البد ضاقت عليا.. الشغل اللى انا فيه كويس.. مدرسة خاصة محترمة و اتعلمت فيها كتير عن مهنة التدريس... و شوفت و قابلت فيها ناس كتير بعتز بيها و احترمها. لكن راتبى في المدرسة الخاصة كان حاجة تكسف الحقيقة... و انا ... كنت خارجة من وعكة مادية بعد تجهيزات الجواز اللى ماتمش... نهايته...كان لازم اسافر لاسابا مادية كمان... و لان الوالد و الوالدة الله يرحمهم... و ماليس غير اخين .. و الاتنين ماشاء الله مش صغيرين... فا ماكنتش قلقانة على حد هسيبه ورايا... و لا كان عندى اخت بنت اشيل همها... و الموضوع ممكن يمشى.. جدتى هى الشخص الوحيد اللى كان فى قلبى و عقلى وقتها .لكن هى تفهمت موقفى... كان يعز عليها فراقى... لانى دونا عن كل احفادها كنت بنتها الصغيرة...ربتنى اول سنتين من عمرى لظروف هبقى احكيهالكم بعدين... لما اجيب سيرة الطفولة المشردة.
اذا عزمت فتوكل... و انا توكلت على الله... و نويت اسافر... كان فاضل حاجة واحدة بس هى اللى مهمة.. ايواااااا... انى الاقى سفر.... وطبعا كان موضوع بسيط جدااا... قدمت اوراقى فى الاعلانات المتعددة فى جريدة الاهرام... و على الانترنت... و لقيت عروض الوظائف بترف عليا.... طبعا الكلام ده كان فى احلامى... لكن اللى حصل فعليا هو انى مالقيتش اى رد تقريبا اول مرة من اى اعلان اليكترونى قدمت فيه و اعلانات الاهرام جالى منها عروض للسعودية و انا ماكنتش عايزة اروح هناك اصلا.. و كانت دماغى جزمة و احياة لسه مالينتهاش بالشكل المطلوب فركبت دماغى و قولت مش هقبل الا اعلانات الامارات فقط... و ماجاش منها اى رد طبعا.
بعدها لقيت نفس الصديقة اللى كانت بتنصحنى انى ما اسافرش...بتكلمنى على تليفون بيتى و بتقولى انها لقت اعلان فى جريدة الوسيط الاعلانية... و ده نادرا ما بيحصل...و الاعلان ده مطلوب فيه مدرسات جميع التخصصات فى قطر و بشرط خبرة 6 او 10 سنين..مش فاكرة بالظبط.... انا طبعا قلت لها الامارات و الا فلا... قالت لى ما تتعنطزيش اوى كده و جربى... و زى سامى سرحان فى فيلم فول الصين العظيم و هو بيكلم هنيدى و بيقول له "الصين حلوة" قالت لى صديقتى العزيزة "قطر حلوة".... قلت و ماله.. مطرح ..ماترسى دقلها.
(يتبع)
No comments:
Post a Comment