Sunday, 14 April 2019
Thursday, 4 April 2019
Death- An elegy to the Victims of New Zealand Terrorist Attack
Death- An elegy to the Victims of New Zealand Terrorist Attack
Death, do not rush us to eternity
Have we not paid all our dues?
Our loved ones’ taciturnity
Gives you all the needed cues
We abhor your forced fraternity
You always forbade us to choose
You lull us during the battle
You make sure we are to lose
You lure us into your trap
Sleek and cunning like sundews
Men, women, old and young
The whole crowd is left in blues
Hush!
Spare us your wailing, death;
Crocodile tears never amuse
Death, forever hold your peace
For we embrace
Our fate and accept the ugly truth
World, behold! From now on
We are not to stay obtuse
We shall relish the bliss of eternal life
Where death no longer rules.
###
Poetry by: Noha Haggag
completed and revised on: 18 March, 2019.
Monday, 18 March 2019
The Point of no Return (A poem by Noha Haggag)
This is the point of no return,
Where there is nothing left to discern.
This is the point of no coming back,
Where all the white has turned to black.
And now we’ve reached the moment we hate,
We’ve reached the point where we hesitate
And every decision is wrong in it
Because our ambition had no limit
I guess we have to choose to die
For what we’ve lost is you and I
As the last glimpse of hope disappears
It signals the onset of panic and fears
I can’t recall when the tragedy began
But I know we didn’t do what we can
And now, we reach the point of forfeiture
Where we lose our faith and cross our nature
Yes, my dear, it is the point of no return
It was our choice and we chose
Don’t try to think of anything that was
It is the history we can no more discern
On the point of no return…
P.S. I have written this poem many years back in college. Most probably it was written between 1998 and 2002. I have revised it and made a few adjustments to the original. And VOILA. I hope you enjoy reading it.
Monday, 18 February 2019
عتريس .. مأساة صرصور
عتريس
مأساة صرصور
المشهد: مطبخ مصرى مألوف
و تقليدى. ألوانه دافئة و متعددة... البنى مع الأحمر مع البرتقالى مع لمسة من اللون
الأخضر و الأصفر... مبعثرة تلك الألون بين دولاب المطبخ الخشبى بنى اللون و السيرامك
البيج ذو النقوش الحمراء البسيطة... و ستائر مزجت الأصفر و البرتقالى أفضل من خلاط
"مولينيكس" أصلى.... ألوان تنم عن
ذوق مصرى صميم... حيث تحب المرأة المصرية – من الطبقة المتوسطة- أن يكون مطبخها مُلهِم
و حيوى... مشرق كطلتها حين تتأهب لطبخ غداء الأسرة الكريمة.
الأرض فوقها
مشاية من النوع الرخيص... وضعتها ربة المنزل لإكمال "المنظر"، ليس أكثر.
تحت الحوض وضعت أغراض كثيرة،
علب فارغة تتوهم أنها فى يوم من الأيام ستستعملها فى غرض هام.. لا نعلم ما هو، لكنها
على يقين من ذلك... كذلك توجد أكياس بكمية مهولة جمعتها من تسوقها اللانهائى... و
... ما هذا الذى يلمع؟؟؟ ... أه ... انها مصفاة البالوعة ...أهم ما فى المطبخ .. هو
تلك المصفاة فمنها سيخرج بطل قصتنا. و فيها تجرى أحداث القصة كلها.
نعم.. بطل القصة هو صرصور
صغير من النوع الألمانى، يعيش فى بالوعات و مجارى الصرف فى بيوت منطقة متوسطة الحال..و سنطلق عليه تسهيلا للسرد اسم "عتريس".
عتريس صرصور حالم... ليس له غاية فى الحياة غير ان يعيش حياة هادئة مستقرة... مثله
فى ذلك مثل باقى الصراصير التى تعيش فى بالوعات الشوارع و الاماكن المفتوحة... فقد
حكم عليه حظه التعس أن يولد فى بالوعة منزلية... فى كل يوم يخرج فيه بحثا عن الطعام
او استنشاق بعض الهواء الخارجى هو تحت خطر جسيم قد لا تحمد عقباه. و هو لن ينسى ما
بقى له من عمر ان ابن عمه قد مات فى ظروف مشابهة حينما خرج يقتات على فتات خبز اشتم رائحتها و هو جائع فخرج لاهثا حين داهمته ربة المنزل بصرخة مدوية "صرصااااااااااااار"، تسببت فى ان يهرع زوجها الى المطبخ فورا حاملا فى
يده سلاحا فتاكا تعرفه جميع الصراصير يطلقون عليه "بلدوزر" و يطلق عليه البشر
"الشبشب" .و كان هذا البلدوزر قد قضى على نسبة كبيرة منهم فى الماضى.. بل
كان هو الوسيلة الوحيدة التى مات بها أغلب الصراصير ميتة شنيعة قبل ان يخترع البشر
ما يطلق عليه المبيد الحشرى. و هو نوع من السم يستخدمه بنى البشر بطرق مختلفة كى يأكله
أو يشتمه الصرصور فيتسمم و يقضى نحبه بعد ان يكون تعذب عذابا شديدا. و لكن ابن عم عتريس
مات بضربة واحدة من البلدوز... هشمته تهشيما... و جعلت كل أفراد عائلته – و أولهم عتريس-
أكثر حرصا فى المستقبل حتى لا يقعون فريسة لهذا البلدوزر اللعين.
عتريس كما قلنا كان يحب
الاستقرار و الحياة الآمنة و لكنه كان يعلم تمام العلم ان هذا لن يحدث طالما هو راض
بعيشته فى هذا المكان.. و لذلك، كان حلم حياته أن يهاجر الى بقعة أخرى. بلاد الله واسعة،
و عتريس مازال صغيرا فى السن، و لديه المهارة و الحيلة فى المراوغة و الهرب ، كما
أنه الأسرع بلا منازع باعتراف عائلته كلها. و لكن كيف يترك أهله الذين عاشوا طيلة حياتهم بهذة البالوعة؟؟؟ كيف يستطيع أن يغادر
أمه التى كاد الموت يخطفها أكثر من مرة فى محاولاتها المستميتة أن تحضر الطعام لهم
رغم وجود البلدوزر فى الأفق. لمن يترك اخوته
الأصغر منه، بعد أن تركهم والدهم من قبل حين جرفه تيار مائى لم يحترس له اثناء تنضيف
ربة المنزل لمطبخ ، و لم يسمعوا عنه آي اخبار منذ ذلك الحين؟؟ عتريس فى حيرة من أمره.
ماذا يفعل؟؟؟ هل يبقى حيث هو و يعانى مثلما يعانى الجميع؟؟ أم يترك خلفه كل ما هو غال
و قريب الى قلبه و لا ينظر وراءه علًه يدرك الحياة التى ينشدها؟؟؟
قرار صعب. و لذلك كان حكم
هذا الأمل هو التأجيل إلى أن يبت الله فى أمر هذا الحلم.
و شاءت المقادير ان تولد
فى عائلة عتريس صرصورة جميلة، سندعوها "فاتن"... ولدت بعد عتريس بحوالى يومين...
فاتن كانت هادئة و خجولة...
لا تلعب مع قريناتها طوال الوقت... و إن خرجت من البالوعة فخروجها نادر الحدوث ولا
يسمح لها والدها بالخروج وحدها... فإما هى معه يحرسها و يؤمن لها طريق الذهاب و العودة
أو مع أحد أخوتها...وفى كل الأحوال هى لا تطيل المكوث خارج البالوعة... و غالبا
تخرج للتنفيس عن نفسها و لاسنشاق هواء عليل يشمونه بين الحين و الاخر حين تطهو صاحبة
البيت شيئا لعائلتها.
و حين تكون فاتن بالبالوعة
فهى مع أمها أغلب الوقت.. و أحياناً قليلة تزور عائلتها أو صديقاتها. و وقت الطعام تلتف
جميع الصراصير حول غنيمة أتى بها بعضهم لإطعام باقى المجموعة. فالصراصير توفد بشكل
يومى مجموعة من الصراصير الصغار اصحاب المهارات كى يخرجوا من البالوعة . يتأكدون ان
المطيخ مظلم أولا، فهذا أول دليل أن لا أحد بالمطبخ كى يراهم، و يتيقنون من عدم وجود
أصوات و لا حراك ثم يوفدون من وقع عليهم الاختيار كى يأتوا بشئ من بواقى الطعام و الفتات
التى تركتها ربة المنزل عن دون قصد فيتغذون بها و يملئون بطونهم و ينامون فرحين راضين بما قسم لهم من نِعم.
تلك هى حياتهم بكل بساطة...
و قد اعتادوا على نمطها... حتى بعد أن أصابت عشيرتهم فاجعة كبرى حين أتت سيدة المنزل منذ فترة بشركة للتخلص من الحشرات، أطلقت عليهم
وابلا من الغازات المحرقة السامة أدت الى وفاة اغلب قومهم. و بقى منهم النذر اليسير.
كان هذا منذ فترة طويلة بمقياس الصراصير لدرجة انهم نسوها تماما – إلا المعمرين منهم
و الذين عاصروا الحدث الجلل أو سمعوا القصة من ذويهم.
و نرجع مرجوعنا الى فاتن.
كانت فاتن الحب الخفى و الدفين لعتريس.. فقد ولدت و ترعرعت أمامه و كانا يلعبان سويا
حتى وقت قريب. منذ الطفولة و هى تمثل له الحياة الدافئة التى يريدها و يتمناها.. هى بالنسبة له صديقا ودوا و مُعيناً له على تحقيق أحلامه، و حبا لا ينتهى و أخيرا هى فى خياله أُماً لأطفاله. و كان
يشعر أنها تكن له مشاعر مشابهة. و لكن خجلها الزائد و طبيعتها الهادئة لم يجعلا من
مشاعرها مشاعا. لذلك لم يبت عتريس فى أمر التقدم لخطبتها، فعليه أن يتأكد
من مشاعرها أولا.. كما انه ملزم بتجهيز هدية عرس تليق بها ... و فى عرف الصراصير...
هدية العروس هى كمية كبيرة من الفتات...و على
قدر العروس يكون حجم الهدية... و فاتن قدرها كبير و هى قرة عين أبيها و أمها و أخوتها؛ و جمع كمية ملائمة لها من الفتات و بقايا الطعام سوف تعرض عتريس لمخاطر كبيرة...
و قد لا يستطيع فى النهاية ان يتم مهرها و سيكون هذا مهينا بالنسبة له طبعا. سيجرح عتريس مرتين إذا حدث ذلك، حين يخفق فى جمع المهر المطلوب و حين تضيع منه فاتن. و كلا الأمرين قاتل له... ففى اخفاقه فى جمع المهر
اهانة لكرامته وسط عشيرته من الصراصير... و فى ضياع فاتن منه نكبة لقلبه الذى لم يخفق لصرصورة قبلها و سوف يكون هذا أول جرح فى حياته. و الجرح الأول دامى موجع... فهو أول ألم... أول انكسار.. أول ضياع.
أخذ عتريس قراره ألا
يتقدم لفاتن نهائيا الا حينما يتيقن من انه لن يهزم. هو يعتبرها معركة، معركته الحاسمة.
معركة البقاء له و لنسله من بعده. لم يرى فى خياله و أحلامه أبناءه من غيرها.. و ان
لم تكن فاتن فلن يكون هناك من تأتى بعدها.
و فى يوم معتاد من أيام الصراصير التى قد تطول او تقصر
..... استيقظ الجمع على أصوات عالية فى الشقة التى يسكنون بالوعتها... و كان هذا امرا غريبا بالنسبة لهم. و لم يكن من السهل
عليهم مع حدوث تلك الضوضاء ان يخرجوا لاستكشاف ما يحدث. ففى ذلك خطر جسيم على حياتهم.
اجتمع الصراصير و قدا ارتعدت فرائصهم من الخوف كى يقرروا ماذا هم فاعلون. اقترح كبير
الصراصير و هو صرصور طاعن فى السن قد عاصر أسلافه الذين أبيدوا فى كارثة شركة المبيدات، أن يذهب احد صغار الصراصير حتى يأتيهم بالخبر اليقين... نظر صغار الصراصير إلى بعضهم البعض و
قد ظهرت على وجوههم ملامح الهلع و ارتعدت شواربهم
من الخوف. تجرأ أحدهم و قال لكبيرهم " و لماذا لا ننتظر حتى تهدأ تلك الأصوات
و يكون الوضع آمنا لنا جميعا؟" قال كبيرهم
" و لكن قد ينتهى الحدث وقتها و لن نعرف حينها ما الأمر. قد يكون أصحاب المنزل قد
أحضروا شركة الغازات السامة مرة أخرى و لن نجد وقتا للهروب ساعتها حين يأتون لرش البالوعة."
طأطأ الصغار رأسهم، فحجة كبيرهم أقوى من حجتهم.... و هم الآن أمام خطوة قد تنقذ عشيرتهم
أو تبيدها عن بكرة أبيها. و ظلوا صامتين منكسى
الرؤوس. حينها انطلق عتريس قائلا: "انا لها.. سوف أخرج أنا و لن أعود الا بالخبر
اليقين" كانت تلك الحركة الشجاعة من عتريس مفاجأة لكافة الصراصير فهو برغم التزامه
بالخروج لاحضار الطعام و سرعته التى امتاز بها ... فهم حرصين كل الحرص ان لا يقتل حتى
لا يفقدوه و لا يفقدوا مهاراته تلك. و راجعه كبير الصراصير... و سأله "هل أنت
متأكد من قرارك و مما أنت مقدم عليه يا عتريس.. الأمر ليس هين و لا
نعلم مايحدث خارج البالوعة." رد عتريس:
" انا مصمم... فهذا واجبى.. و انا أسرع الصراصير فى عشيرتى. وواجب على حمايتها
بما املك من مهارة... انا فداء لكم جميعا".. انطلق الجميع فى الهتاف لعتريس و
التصفيق له ... الا امه التى بكت بكاءا شديدا... فقد فقدت من قبل زوجها و باقى أهلها
و لم يبق لها الا عتريس و اخوته الصغار... و عتريس هو سندهم ... و الامر غير مأمون
العواقب... أما فاتن فنظرت الى عتريس من بعيد و فى عينيها دموع تختنق.... رأى فى عينيها نظرة كان يعرف معناها تماما
و تيقن حينها ان ما شعر به أحاسيس لدى فاتن لم تكن مجرد خيالات فى رأسه و انها تحبه مثلما يحبها، إن لم يكن
أكثر... نظر عتريس الى امه و قال لها : " امى... سأكون بخير... لا تقلقى... سأعود".
التف حول عتريس بضعة من
شباب العشيرة كى يؤمنوا له طريق الخروج... كل هذا و الضوضاء العجيبة و صوت الاثاث يرتطم
بالارض مازالوا يملئون مجال أسماعهم... اخرج عتريس شواربه من البالوعة.. فقرون استشعاره تخبره باقتراب الخطر من عدمه... و تحسس بها ما يحدث
قبل ان يخرج... ثم نظر نظرة اخيرة الى رفقائه من شباب عشيرته كأنه يودعهم بها و يطلب منهم ان يتمنوا له التوفيق
فى مهمته الخطيرة... بادلوه تلك النظرة و فى داخلهم خضم من المشاعر عميق... بعضهم لم
يعرف هل سيعود عتريس ام لا و البعض الاخر كان
فى قرارة نفسه متيقناًان الموت هو ما ينتظر عتريس و لا شئ غير ذلك... و اخرون كانوا يتنفسون
الصعداء ان عتريس هو الذى سيذهب مكانهم فى تلك المهمة المستحيلة و قليل جدا منهم كانوا يتمنون لو انهم رافقوه كى يطمئن
قلبهم على ابن قبيلتهم و يشاركوه مجد الشجاعة و الإقدام الذى كلل جبينه.
و خرج عتريس...
ترك البالوعة وراءه...و
لم ينظر الى الخلف... و تسلل بهدوء شديد حتى وصل الى ذلك الجبل الذى تطلق عليه ربة
المنزل اسم "البوتاجاز" ... كان المطبخ مازال خاليا من الأشخاص و الحركة...
و شعر عتريس بالاصوات المزعجة قادمة من الصالة و باقى غرف المنزل... و لكنه و هو يهم
بالخروج من المطبخ قد لاحظ ان الاطباق كلها موضوعة على رخامة المطبخ... و الاكواب بجانبها
مرصوصة و فوقها اوراق تغلفها...و لم يفهم عتريسما الذى يحدث بالتحديد. أكمل التحرك ناحية
باب المطبخ الذى كان مفتوحا... حتى وصل اليه مشدوها... فقد رأى رجالا.. ليسوا من اهل
البيت...يتحركون فى وجود صاحبة المنزل و يأخذون
أغراضا من داخل الشقة و يخرجون بها ... ما الذى يحدث؟ هل هم لصوص؟؟ لا يعقل، فصاحبة
الشقة موجودة... تناول هؤلاء الرجال بعض الاغراض... كراسى السفرة ... الطاولات الصغيرة...
اخشاب السرير... هل يمكن ان تكون صاحبة المنزل تبيع بعض الاغراض الخفيفة؟؟؟؟؟ و لكن
هل تبيع سريرها الذى تنام عليه؟؟ اين تنام اذا؟؟؟ حينها خطر ببال عتريس ما كان يخشاه...
ان اصحاب المنزل راحلون... سوف يتركون الشقة.....ياللهول... و ماذا سيفعل هو و قبيلته
حين يخلو البيت من الطعام و الشراب؟؟؟ كيف سيعيشون؟؟؟ باقى شقق العمارة و بالوعاتها
بها عشائر و قبائل اخرى من الصراصير... و هم بالكاد يجدون ما يأكلونه.. من سيتحملهم؟؟؟
من سيشفق على حالهم و الكل على نفس الحال؟؟؟
لم يدر عتريس كيف يفكر
او يتصرف، الا انه اراد يتأكد من الفكرة التى جالت بباله... تسلل و قد استجمع كل ما
بقى لديه من شجاعة حتى وصل الى عامود بالصالة قريب من باب الشقة... و استرق السمع لصاحبة
المنزل و هى تتحدث مع هؤلاء الرجال.
ربة المنزل: الله يبارك
لكم. ماتنسوش تربطوا العفش كويس فى العربية و تغطوه من تراب الشارع.
احد العمال: ماتقلقيش يا
مدام. فى عنينا.
ربة المنزل: معاكم العنوان
بالمظبوط؟ مش كده؟
احد العمال: ماتقلقيش حضرتك...
الباشمهندس عطاه للريس تحت فى العربية و وصفهوله كويس... و هنقابل الباشمهندس فى الشقة
التانية يستلم كل العفش و الكراتين. اى خدمات يا مدام؟؟
ربة المنزل: لا الله يكرمك.
ربنا يقويكم.
اذا فهم راحلون بالفعل...
نظر عتريس الى غرفة الاولاد... هم ليسوا هناك كالمعتاد يملئونها صراخا و ضحكا... ثم
نظر يميناً فى طرقة جناح النوم و تتبع ربة المنزل
بنظراته فوجدها تضع بعض الملابس فى شنطة كبيرة... و بجانبها حقائب سفر يبدوا من منظرها
انها قد امتلأت عن آخرها وقد تم غلقها باحكام.
ماذا يقول عتريس لقومه؟ و ماذا يفعل و هو كان قاب قوسين او ادنى من ان تعترف له فاتن بحبها؟؟؟
لقد فكر فى مهرها و فى
الطعام الذى سيحضره لها حتى يطلب يدها وهى مرفوعة الرأس بين قريناتها...
لن يكن هناك طعام بعد الآن...
سيجوع هو و قومه كلهم و لن يجدوا مكانا يلجئون اليه...ان الصراصير تستطيع ان تحيا بلا
طعام لمدة اسبوعين على الاكثر بدون ماء و ان كان هناك ماءا فمن الممكن ان يعيشوا خمسة
و اربعين يوما على أقصى تقدير... و لكن من سيتحمل ذلك... ليس كل من فى قومه أقوياء
و لا صغار بالسن.انهم مقبلون على كارثة بكل المقاييس.
فى أثناء كل هذا
التفكير العميق الحزين الذى استحوذ على تفكير عتريس... لم ينتبه انه كان واقفا
على لوح خشبى من ألواح أحد الأسرة... و
اذا به يجد أحد العمال و قد أقبل صوبه و بدأ فى رفع اللوح الخشبى متجها به خارج
الشقة كى ينقله الى سيارة نقل الأثاث.
لم يدر عتريس ماذا يفعل... لقد وجد نفسه فى
لحظات قليلة فى مكان اخر... اختفى من امام عينيه بيته و مسكنه... و لا يعلم كيف
السبيل الى العودة...
كان شباب عشيرته يرقبون المشهد من بعيد... و
يصرخون..حتى اجتمع حولهم الجميع... و اخبروا كبيرهم بما يحدث... طأطأ رأسه حزنا
على فقدان عتريس الى الابد. فهكذا فقدوا
بعضا من أهلهم و عشيرتهم... تعودوا الفقد و أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهم.... تعددت
الأسباب و الفراق ..فراق.
فكر عتريس فى أن يلقى نفسه و أن يهوى إلى الارض
عله ينجو... و لكنه فكر فى انه ان نجا من السقوط فقد يصبح ضحية تحت نعال أحد
العمال الذى قد يدهسه بالخطأ أو عمدا. ظل مشدوها من هول الصدمة و تسارع الأحداث.
ألن يرى أمه و اخوته مرة أخرى؟؟؟ ألن يرى فاتن من جديد؟؟؟ و أحلامه
و طموحاته؟؟؟ و ماذا سيحل بالجميع من بعده و من بعد ان تخلو الشقة من سكانها؟ بل و من
الحياة؟!!!
أهكذا تموت الأحلام؟؟ و تضيع الأمانى؟؟ و
تتلاشى فصول من حياتنا رغم أنوفنا فلا نملك الا الانصياع للعبة القدر؟؟؟
انطلقت السيارة نحو مقصد جديد...لا يعلمه
عتريس و لا يعلمه باقى عشيرته من الصراصير... و لكنه بالتأكيد سيكون فصلا جديدا فى
حياة الجميع. انطلقت تحمل عتريس بتساؤلاته
و مخاوفه و كل ما فى رأسه من أفكار و أمانى و اخفاقات و نجاحات إلى مصير مجهول.
بقلم: نهى حجاج
###
الزواج ..أسوأ نظام اجتماعى
الزواج
( أسوأ نظام اجتماعى)
"الجواز .. أسوأ نظام اجتماعى" هى
جملة لصديق عزيز يكبرنى فى العمر بسنوات غير قليلة و هو
زوج سعيد و أب لطفلين جميلين هم أجمل ما
فى دنياه و فى نفس الوقت أصعب معضلة مرت به. يعانى الأمرَّين فى تربيتهم و
تعليمهم تعليما متميزا حتى يصل بهم إلى بر آمن يستطيع أن يتركهم فيه بسلام.
أن يقول هذا الصديق، الذى لمست
فيه الكثير من الحنان و الحب لعائلته، جملة مثل تلك فهذا أمر عظيم و حدث
خطير. هو زوج مثالى، و شريكة حياته أنثى مثالية. اختارها بعناية و أحبها بصدق. إذن
ماهو السر وراء ذلك التصريح الغامض المعنى، المفزع الفحوى؟
هو دائما يخبرنى عن مشاكل زوجية سمع عنها من
أصحابها أو نقلا عنهم و يتندر بها أمامى.
مثلا، حكى لى مرة عن رجل كان يتعامل معه فى
شغل الشحن البحرى، كان هذا الرجل عاملا متوسط الحال، و كان متزوجا من امرأة فاضلة و
لكن الله لم ينعم عليهما بنعمة الذرية. و كان هذا الأمر يؤرق الزوجة بشكل شديد
لدرجة انها عندما لمست حزن زوجها و تأخر موضوع "الخلفة" عندهما قررت أن
تفاتحه فى الزواج من أخرى.و ليس هذا فقط و لكنها ايضا طلبت منه ان تختار له الزوجة
الجديدة!
وافق الزوج و هو فرح و هش لاقتراح الزوجة
المخلصة التى شعرت بحزنه العميق لعدم
انجابهما طفلا يملأ عليهما الدنيا سرورا و هناءا. و ذهب ليخطب المرأة التى
اختارتها له زوجته و هى بصحبته كى يتمموا الموضوع فى أسرع وقت و بمباركة جميع
الأطراف. و قد حدث ذلك فعلا. ولكن لأن
القدر يحب أن يلهو بنا و يفعل معنا ما يعجز خيالنا عن تصوره، و ينتهى الأمر بقدرنا
يضحك علينا حتى يقع على قفاه، فقد تزوج الرجل من العروس المقترحة و أنجب منها
بالفعل طفلا. و كان يقطن معها نفس المبنى
الذى به زوجته الأولى التى وافقت ان يعيشوا جميعا فى بيت واحد و لكن فى شقة مستقلة
لكل منهما.و لم تلبث الزوجة الثانية ان حملت بالطفل الثانى بعد فترة وجيزة، كل هذا
و الزوجة الأولى صابرة و محتسبة و لا تظهر أى اعتراض على مبيت زوجها مع زوجته الثانية. و اذ فجأة يتم المراد من الله و تنفك
عقدة الزوجة الاولى و تحمل طفلها الأول بين أحشائها غير مصدقة من فرط سعادتها ان
الله قد من عليها من فضله و فيض كرمه. حدث هذا و الزوج غير مصدق هو الآخر انه سوف
يصبح أبا من جديد و من زوجته الأولى
أيضا..
و بعد أن كان يعيش سعيدا مع زوجته الأولى
متمنيا لطفل واحد فقط، أصبح لديه أربعة أطفال، ثم ازدادوا إلى ستة اطفال و سمع
أنباءا عن طفل سابع.
هل بقيت الزوجة الأولى سعيدة بان لها ضرة؟ هل ظل الرجل سعيدا بزيجتيه؟ هل كثرة الأولاد أسعدته أم أثقلت كاهله بالاعباء و المصاريف؟
هذا الجزء من القصة لم أعرفه، و إن كان لدى فضول بأن أعرفه. لكن كل النهايات قد تحدث فى هذه القصة أو خليط من النهايات كلها قد يرسم نهاية أكثر قرباً إلى الواقع.
الأكيد هو ان صديقى هذا راى فى هذه القصة ما أفزعه و جعله يشعر أن الزواج قد يخنق أطرافه فى وقت ما لأسباب ما. و لعله على حق فيما يظن!
و لكن الأكيد أيضا أن هذا النظام الاجتماعى لا تستقيم من دونه الحياة و لا تستمر؛ لذلك فسيظل قائما إلى أن تقوم الساعة نفسها.
#نهى حجاج
Subscribe to:
Posts (Atom)