Monday, 18 February 2019

الزواج ..أسوأ نظام اجتماعى


الزواج
( أسوأ نظام اجتماعى)

"الجواز .. أسوأ نظام اجتماعى" هى جملة لصديق عزيز يكبرنى فى العمر بسنوات غير قليلة و هو زوج سعيد و أب لطفلين جميلين هم أجمل ما  فى دنياه و فى نفس الوقت أصعب معضلة مرت به. يعانى الأمرَّين فى تربيتهم و تعليمهم تعليما متميزا حتى يصل بهم إلى بر آمن يستطيع أن يتركهم فيه بسلام.  
أن يقول هذا الصديق، الذى لمست فيه الكثير من الحنان و الحب لعائلته، جملة مثل تلك فهذا أمر عظيم و حدث خطير. هو زوج مثالى، و شريكة حياته أنثى مثالية. اختارها بعناية و أحبها بصدق. إذن ماهو السر وراء ذلك التصريح الغامض المعنى، المفزع الفحوى؟
هو دائما يخبرنى عن مشاكل زوجية سمع عنها من أصحابها أو نقلا عنهم و يتندر بها أمامى.
مثلا، حكى لى مرة عن رجل كان يتعامل معه فى شغل الشحن البحرى، كان هذا الرجل عاملا متوسط الحال، و كان متزوجا من امرأة فاضلة و لكن الله لم ينعم عليهما بنعمة الذرية. و كان هذا الأمر يؤرق الزوجة بشكل شديد لدرجة انها عندما لمست حزن زوجها و تأخر موضوع "الخلفة" عندهما قررت أن تفاتحه فى الزواج من أخرى.و ليس هذا فقط و لكنها ايضا طلبت منه ان تختار له الزوجة الجديدة!
وافق الزوج و هو فرح و هش لاقتراح الزوجة المخلصة التى شعرت بحزنه العميق  لعدم انجابهما طفلا يملأ عليهما الدنيا سرورا و هناءا. و ذهب ليخطب المرأة التى اختارتها له زوجته و هى بصحبته كى يتمموا الموضوع فى أسرع وقت و بمباركة جميع الأطراف. و قد حدث ذلك فعلا.  ولكن لأن القدر يحب أن يلهو بنا و يفعل معنا ما يعجز خيالنا عن تصوره، و ينتهى الأمر بقدرنا يضحك علينا حتى يقع على قفاه، فقد تزوج الرجل من العروس المقترحة و أنجب منها بالفعل طفلا.  و كان يقطن معها نفس المبنى الذى به زوجته الأولى التى وافقت ان يعيشوا جميعا فى بيت واحد و لكن فى شقة مستقلة لكل منهما.و لم تلبث الزوجة الثانية ان حملت بالطفل الثانى بعد فترة وجيزة، كل هذا و الزوجة الأولى صابرة و محتسبة و لا تظهر أى اعتراض على مبيت زوجها مع زوجته  الثانية. و اذ فجأة يتم المراد من الله و تنفك عقدة الزوجة الاولى و تحمل طفلها الأول بين أحشائها غير مصدقة من فرط سعادتها ان الله قد من عليها من فضله و فيض كرمه. حدث هذا و الزوج غير مصدق هو الآخر انه سوف يصبح أبا من جديد و من زوجته الأولى  أيضا.. 

و بعد أن كان يعيش سعيدا مع زوجته الأولى متمنيا لطفل واحد فقط، أصبح لديه أربعة أطفال، ثم ازدادوا إلى ستة اطفال و سمع أنباءا عن طفل سابع.  

هل بقيت الزوجة الأولى سعيدة بان لها ضرة؟ هل ظل الرجل سعيدا بزيجتيه؟ هل كثرة الأولاد أسعدته أم أثقلت كاهله بالاعباء و المصاريف؟ 
هذا الجزء من القصة لم أعرفه، و إن كان لدى فضول بأن أعرفه. لكن كل النهايات قد تحدث فى هذه القصة أو خليط من النهايات كلها قد يرسم نهاية أكثر قرباً إلى الواقع.
الأكيد هو ان صديقى هذا راى فى هذه القصة ما أفزعه و جعله يشعر أن الزواج قد يخنق أطرافه فى وقت ما لأسباب ما. و لعله على حق فيما يظن!

و لكن الأكيد أيضا أن هذا النظام الاجتماعى لا تستقيم من دونه الحياة و لا تستمر؛ لذلك فسيظل قائما إلى أن تقوم الساعة نفسها. 

#نهى حجاج

No comments:

Post a Comment