Wednesday, 7 September 2011

. "ثورة 25 يناير و ثقافة "الأنا

. "ثورة 25 يناير و ثقافة "الأنا 
بقلم: نهى حجاج.



ليس هناك شك من أنه علينا كشباب ثورة 25 يناير و كشباب جيل تم هضم حقه اجتماعيا و اقتصاديا و نفسيا و سياسيا... الخ أن نتفهم سيكولوجية الأجيال التى سبقتنا. تلك الأجيال التى ولدت و ترعرعت و نمت عقولها- و كروشها أيضا- فى ظل الحكم العسكرى منذ ثورة 1952 و حتى الآن.. فندرك عندها لماذا حتى الآن هم يتخيلون أن الحل لأزمتنا ووعكتنا أن يقوم أحد أركان و قيادات الجيش بانقلاب عسكرى جديد و احتلال السلطة.. و نعيد تانى سيناريو حكم العسكر... عادى جدا... و طبيعى أيضا.. ناس عاشت عقودا فى هذا العهد و تربت فكريا و نفسيا على أن الرجل العسكرى هو المثل و القدوة  و البطل فى كل شئ... و هو صاحب نصر 73- و هذا طبعا حقيقى و لا ننكره بل نمتن لكل بطل من أبطال نصر أكتوبر حتى و ان لم نكن ممن عاصروا هذا النصر أو تابعوه لحظة بلحظة...لكن البعض يتمادى فى تصوراته فيمنح للرجل العسكرى صفات ملائكية  مثل صفات القديسين... و احنا موافقين... و نقدر نتفهم الأسباب و الظروف و الجوابات.. و لكن.. مالا أستطيع فهمه هو .. دفاع البعض عن هذا النوع من الحكم ..الا و هو الحكم العسكرى.. فى شخص قياداته الفاسدة... بل و أيضا ادعاء أننا كمصريين عشنا فى رخاء و سعادة و هناء طيلة هذا العهد فى مصر...


لو حد يعرف هناء ما يقولهاش انى جيبت سيرتها و النبى :)))


ما لا أستطيع أن أفهمه صراحةً ... كيف تقف سيدة محترمة أو رجل كبير تعدوا الأربعين أو الخمسين  و يقولون بمنطق كله أنانية و افتراء  انهم فى العهد البائد تربوا و تعلموا و اكلوا و شربوا و تزوجوا و أنجبوا و شعروا بالأمان... هل لأنهم لم يعانوا كما عانت أمهات  و أهالى شهداء العبارات و شهداء حدوادث القطارات و الهجرة غير الشرعية؟؟ أم لأنهم لم يعانوا مثل شباب اليوم ووجودا شققا يتزوجون بها.. و كان التعليم مجانيا بحق على أيامهم و تعليما محترما.. قبل أن يصبح التعليم الآن "باللغة العربية الفصحى استيقظ و ركز و اصحى"؟؟؟
هل لأنهم أسعدهم حظهم هم و علائلاتهم الصغيرة فلم يتم اصطحاب أحدهم أبنائهم اشتباه فى قضية أمن دولة ليضيع مستقبله فيها؟؟؟؟

هل لأن سيدة مثل تلك كانت تجد فى حياتها المتوسطة الحال اقتصاديا البراح الكافى لتذهب لعملها يوميا ببلوزة جديدة "تتفشخر" بيها على زميلاتها و تطقم معاها جيبة ب 150 جنيه وشنطة و جزمة حكاية .. فى الخباثة  ماعملوش 100 جنيه؟؟؟؟
هل لأنهم بالكاد تعلموا فى جامعات مصر واهمين أنه أفضل تعليم فى الدنيا... لانهم تبرمجوا على هذا- و لو سألتها عن أى موضوع عن الثقافة العامة او حتى عن دستور بلدها لم تكن لتجاوب على هذه الأسئلة العويصة؟؟؟؟

لماذا؟؟؟؟

لماذا مطلوب منا كشباب و كجيل جديد ننبذ كل أشكال الأصنام و الطواغيت التى ولدوا فى ظلها و تحت عنائها أن نتفهم مثل تلك العقليات؟؟؟؟

عقلية مثل هذه التى تحدثت عنها ماذا جلبت لمصر؟؟؟؟ 
أنا أقولكم... 
جلبت لنا متلازمات و فوبيا متنوعة... أشهرها.. فوبيا الشرطة و البدلة البوليسية.

أخضعتنا لقهر و غلب و حالة من انعدام الوزن العام و الدائم.. و سمحت لنصابين و أفاقين و أصنام صنعوها أن تنهب خير البلد و تحرمنا عيشة كريمة نستحقها.
عقلية مثل تلك سمحت لشخص متجبر.. استغل بدلته العسكرية  (المقدسة بالفعل) ليضع بلد بحالها فى جيب بدلته ليدنّسها... ثم يحولها شيئا فشيئا على بنوك سويسرا.. و ليس هو وحده... بل أنه بلغ فه الفُجر و الجبروت أن خلق بطانة و حاشية ولا حاشية فاروق فى زمانه اللى صدعوا دماغنا بيها فى أفلامهم الموجهة لغسل عقولنا.


فجعلوا بذلك الفساد سرطانا منتشرا فى البلاد بطولها و عرضها..

هل يجب أن التمس العذر لتلك العقليات حين تهاجم الثورة لمجرد ان الثورة قلبت كيان حياتهم "هم" فقط بعد ان كانوا كما يدعون  
يعيشون فى أمان و غنى و هدوء و سلام؟؟؟

و إذا تفهمت وجهة نظر مثل هذه الشخصية و العقلية فماذا عن 40% تحت خط الفقر؟؟؟ من يتفهم عقلياتهم و مشاكلهم؟؟؟
و فى بعض الإحصاءات هم 60%... لم ينصفهم أحد... و جاءت الثورة لتحيى لديهم الأمل فى حياة كريمة و عيشة هانئة.


 60%
 لم تتاح لهم الفرصة العظيمة للتعليم التى أتيحت لغيرهم من أمثال تلك العقول

60%
 ليس لديهم خدمات اجتماعية محترمة و لا خدمات صحية .. و لم يكن لديهم أدنى أمل فى الحصول عليها..بل كانت أقصى أمانيهم أن يأكلوا مايسد جوعهم ان وجدوا ما يأكلونه و ان يناموا آخر الليل دون أن يتم القبض على أحد افتراء من قبل الشرطة و إلا يتهجم عليهم بلطجى - من تربية الداخلية برضه..- فينهى مستقبل أحدهم.

من يتفهم وجع و  آلام آلاف الأسر التى فقدت أغلى من لديها فى حوادث العبارات  حوادث الإهمال و الفساد.. اللى اتريق عليهم المخلوع فى أحاديثه التليفزيونية و لقاءاته الحزبية.. و ياعم كبر مخك.. هو انا هفر كل الورق!!!!!

كيف أستطيع أن أجد مبررا لأبناء قتيل من شهداء القطارات أو المعتقلات فيتقبلون موت عائلهم بنفس راضية؟؟؟؟؟

كيف أحدث هؤلاء الأطفال عن الفساد الذى ترسخ فى العهد المنقضى  و الذى كان سببا فى خيبة البلد كلها؟؟؟

كيف أبرر إصابة عشرات الآلاف من المصريين بالسرطانات المختلفة و الفشل الكلوى و أمراض الكبد و كافة الأمراض و الأوبئة التى دخلت إلينا باتفاقيا مشبوهة مع شركات أدوية فى الخارج أو صفقات غذائية مسممة؟؟؟


كيف... و كيف.... و كيف؟؟؟؟؟!!!!!


كيف أتفهم منطق ال "أنا" الذى زرع زرعا فى نفوس الكثير فأصبح حجة لهم كى يدوسوا على غيرهم؟؟؟؟؟



أنا لا أستطيع أن أتفهم هذا....
 و لجيشنا الموقر كل الاحترام..لأنه أولا و أخيرا جيش مصر...


و لمجلسه كلمة أخيرة أوجهها له..
 اتق الله فهو حسبنا جميعا...

و لشعب مصر أقول..
أفق... و استيقظ من غفلتك....

فلم يعد هناك مانبكى عليه.. فقد جفت الدموع من كثرة البكاء و النحيب.. و اعلم يا من تقول "أنا ومن بعدى الطوفان" ان الدور كان ليصيبك.. و لكنها رحمة الله...فاغتنم الفرصة... و انهض بثورتك... و الا استحقيت ان لا تكون جزءا من تلك الثورة و تلك الصحوة ...التى هى كل مالدينا الآن.. 

... و هى كافية... لو تعلمون



###

No comments:

Post a Comment