
استيقظت فى منتصف الليل بعد نوم نهارى طويل غير مريح و موجع للجسد. و فى هدوء الليل و سكونه التمست سكينتى الداخلية. تحدثت مع صديق عزيز و تناقشنا فى مواضيع شتى. سعدت بالحديث و أحسست بثراء قد انسكب الى داخل روحى. دوما أحببت مثل تلك النقاشات و المناظرات حتى و ان وصلت لدرجة الجدال. و لكن هدوء الليل صبغ على النقاش تلك المرة صفاءا و ارتكازا جعل من ذلك الوقت نعمة حمدت الله عليها. ثم انتهى وقتها. ذهبت بعدها لأتناول أحد الكتب فى مكتبتى الصغيرة بالقراءة و الدرس. وقع تحت يدى كتاب انجليزى عن السياسة فى انجلترا.. كتاب قديم قد نشر فى يونيو من عام 1981.. نفس العام الذى ولدت فيه و لكن الكتاب كان قد سبقنى الى الحياة بقرابة شهر. نعم! ذلك الكتاب ولد قبلى و اغلب الظن انه سيعيش بعدى سنوات عدة. فكرت أكثر من مرة أن أؤلف كتابا، فى اى شئ و عن اى شئ. لكن، لم أشعر أبدا ان فى مقدورى هذا الامر. نهى تؤلف كتابا! و يبقى اسمى و يبقى ذكرى بين الناس حتى بعد ان اموت؟ هذا أمر جلل يستحق الاستعداد و الترتيب و التجهيز. فهل حدث ابدا ان سلكت تلك السبل و شرعت جديا فى هذا الشئ؟ لا. هل خوفى من الفشل هو السبب؟ ام اننى لا املك القدرة على استكمال شئ بدأته؟ ام هى عدم الثقة اللعينة فى اسلوبى الادبى و مفرداتى و لغتى العربية، لغتى الأم، التى خربتها على اللغة الانجليزية التى أحببتها و أحببت دراستها و دراسة أدبها و رموزها؟؟؟ و هل تلك الركاكة و ذلك الاضمحلال عائق حقيقى يمنعنى عن التعبير عما يجول بخاطرى ام اننى اتلمس داخلى اى عذر يمنعنى من تحقيق هدف من اهدافى بسبب شيطان لعين يلهو بتفكيرى و يبث سمه داخل عقلى فيكدر صفو أحلامى و يفنى طموحى بالخلود بين أسطر كتاب أتركه من بعدى؟
لست أدرى. انها طلاسمى التى شابهت طلاسم إيليا أبو ماضى شاعر المهجر المتمكن صاحب الدواوين و الأسطر الذهبية ..أتساءل بينى و بين ذاتى كيف كانت لحظته الفاصلة التى قرر بعدها ان يهزم خوفه فيكتب؟ ثم يهزم أشباحه فينشر ما كتب؟ هل عانى كل من كتبوا مثل تلك المعاناة؟ انها لحظة اتخاذ قرار الكتابة. لحظة غريبة انها ليست أول مرة أكتب فيها شعر او خواطر او مقالات و لكها حتما أول مرة اكتب دون ان اراجع أفكارى. تركت يدى على لوحة المفاتيح تسطر ما شاءت و ما أرادت. لن اصحح و لن اراجع حتى اخطائى الاملائية. ساتركها حتى أضحك عليها عندما اتصفح مدونتى بين الحين و الآخر.
نهى حجاج
30 سبتمبر
2015
ملحوظة: عذرا!! لم تطاوعنى نفسى ان اترك الاخطاء الإملائية التى لمحتها. و لكنى تركت الأفكار كما هى.
ربنا يوفقك وتحققى كل اللى تتمنيه
ReplyDeleteتسلم يا غالى .. ربنا يوفقنا كلنا و نحقق كل أحلامنا
ReplyDelete