Monday, 29 December 2014

أحبوا هوناً... وأبغضوا هوناً

"عرفت التوجهات و الآراء السياسية  لممثلى المفضل، فتغيرت مشاعرى نحوه"

"كنت أطرب لسماع تلك المغنية، ثم عرفت انها توالى نظاما قاتلا فترفعت نفسى أن أسمع صوتا يشدو لمحبى الدماء"

" سمعت مقولة لرمز من الرموز تخالف ما أؤمن به، فتحولت عنه تماما"...

كم مرة نسمع مثل هذه الجمل المنثورة التى تنتهى بها قصة اعجاب و انبهار!!!هل حدثت نفسك يوما قائلا: "يالسخافة من يفكر بهذه الطريقة.. انه منتهى الظلم و الجهل ان ينكر شخص ميزة احد او يتجاهلها لمجرد اختلاف فى وجهات النظر."؟

ان تسقط قدوتك من ناظريك و ان يستحيل شخصا كنت تعتبره منبرا لنشر النور -من وجهة نظرك- الى عدو غادر... لا يدل على جهلك او غباءك. الا ان انكرت فضل هذا العَلَم و ما يقدمه من عمل، و الذى حثك فى بادئ الأمر ان تعجب به من الأساس. و ان انكرت فضل ذو فضل لسبب شخصى فهذا نتيجة احدى سببين؛ الاول: انك بالفعل انسان جاحد و تنكر فضل غيرك لمجرد أهواء شخصية و هذا يدل على حقد و خسة أصل، و الثانى: ان من مدحته و عظمته لم يكن أهلا منذ البداية الى مدحك و ثنائك بل كنت تنافقه، او تحبه حبا أهوج يدل على نقص عقلك.

اما ان تجد ما تختلف فيه مع شخص ما -حتى على المستوى الشخصى-  و يجعلك لا تحتك به مثل السابق او ان تلفظه من حياتك كليةً فى حدود اللياقة، فلك الحق فى ذلك تماما. 

فكر مرة أخرى...

صحيح... انكار فضل صاحب الفضل او انكار ميزة عند شخص برع فى مجال ما... هو الجهل بعينه.و لكن لماذا نعطى الموضوع هذا البعد...بدايةً.. اعجابك بنجم او رمز من الرموز مرده الى اتخاذك له او لها قدوة و مثل على المستوى الشخص.

من البداية انت قد وجدت موهبة او حجة قوية لدى هذا الشخص، جذبتك اليه و شعرت انه يملك ما تحتاجه "انت" من نور غمر داخلك و خرج اعجابا و حبا على ظاهرك.انت لا تجبر أحدا ان تحبه مثلك و ان كنت مثالا حيا على حبه. و لا تجبر احدا على نبذ غيره بالتأكيد... مهما فعلت. فلكل قلب هواه و لكل نفس ما يرضيها. 

انت لم تكن مرغما على هذا الاعجاب من البداية حتى تضطر الى الاستمرار فيه. فكما قلت لكل قلب هواه. و تتغير القلوب و وحده خالقها لا يتغير. فقط، تذكر ما قيل فى هذا الشأن..


عن عمر رضي الله عنه : (( لا يكن حبك كلفاً ولا يكن بغضك تلفاً ))

و من شعر هدبة بن خشرم:


وأبْغِـضْ إذا أَبْغَضْتَ بغضــاً مقـارباً ..فإنك لا تدري متى أنت راجعُوكن معدناً للخير واصفح عن الأذى ..فإنك راءٍ ما عمــلت وسـامعوأحــبب إذا أحبـــبت حبـاً مقــارباً ....فإنك لا تدري متى أنت نازعُ

وأخيرا و ليس آخرا ..تذكر قول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : (( أحبوا هوناً وأبغضوا هوناً فقد أفرط قوم في حب قوم فهلكوا، وأفرط قوم في بغض قوم فهلكوا )) .متعنا الله جميعا بحبنا لغيرنا و حبهم لنا. نهى حجاج (الاثنين 29/12/2014)






3 comments:

  1. الاقتصاد في الحب والبغض تجاه الاخرين عين العقل والصواب واظنه بيختلف من شخص لاخر على حسب رؤيته وثقافته .. ( موضوع رائع يا مبدعة ) ^_^

    ReplyDelete
  2. دايما بتجبر بخاطرى...ربنا مايحرمنى من تعليقاتك الجميلة :)

    ReplyDelete