Saturday 9 April 2011

ظلمونا منهم لله

بقلم: نهى حجاج


قال لى صديق عزيز فى يوم من الأيام و نحن نتحدث فى موضوع ما: انا عندى انطباع غريب عن بنات اليومين دول..
قلت له بفضول: ايييييييييه؟؟؟ قال لى: "بحس ان بنات اليومين دول عاملين زى واحد سِكِر و ضارب الدنيا صرمة!!!!
استعجبت أوى من التشبيه .. و قلت.. هو فعلا كده...و فكرت شوية ووصلت لاستنتاج حطوله انتم وصف مناسب ... ده مش البنات اللى فى جيلنا بس اللى كده... الشباب كمان... مش طرف واحد اللى مدهول و حاله مقلوب... احنا جيل انضحك عليه.. طلعنا فى ظروف مايعلم بيها الا ربنا.. لا الراجل عرف يبقى راجل,,يؤمر و ينهى و يشكم و يملك بيته و يتجوز و يقدر يصرف على أهل بيته ....الخ
و لا البنت بقت دلوعة و هنومة و تشاور بصوبعها و تقول انا عايزة ده و مش عايزة ده و تتستت فى بيتها و تربى العيال اللى هم بيبقوا كنز حياتها.
باختصار قلت له ان فى جيلنا الشباب كانوا لابسين طرح و البنات طالع لهم شنبات...
مش قصدى طبعا أهين الشباب أو البنات.. بس ده الواقع الأليم كما تصورته أنا..
شباب طلع مقهور.. فرصه فى التعليم و الشغل و الترقية و الجواز و عيش حياة كريمة مستريحة الى حد ما قليلة جداااا و عند البعض - مش عايزة أقول عند الكثير- معدومة.. 
شباب فقد القدوة و الاحساس بالأمان و الاحساس بقيمته ك "رجل" فى مجتمعه.. جيل فضّل القعدة على القهاوى عندما وجد انه ليس لها بديل.. فلا وظائف.. لا حكومى و لا خاص... و طبعا و لا لاقى بيت يقعد فيه و يتلم و يخلف له عيلين.. و البديل لذلك هو القعدة فى البيت أمام الوالد و الوالدة ...  وطبعا تشتغل اسطوانات تلقيح كلام للصبح للشاب الغلبان لما يحس انه عايز يقوم يولع فى نفسه زى بوعزيزى....
و على الصعيد الآخر... البنات بقوا أكثر تحملا للمسئولية... البنت بطبيعتها أقرب لوالديها.. و قربها بيخليها تحس بمشكلة الأب و الأم لما يشوفوا الولد قاعد فى البيت و محبط مش عارف يعمل حاجة فى حياته...
لو عايز يشتغل لازم واسطة أو فلوس... و برضه ممكن مايلاقيش شغل... لو عايز يتجوز.. مفيش شقة و لا فلوس لفرش.. و لا غيره... و البنت بتبص لكل ده و تشفق على أخوها و على أهلها و تبص لحالها... 
ماهى لو عايزة تتجوز دالوقتى... الشباب اللى هيتقدم لها هيكون فى الغالب نفس عينة أخوها... و زى اى شاب فى الغالبية العظمى من جيلنا... و طبعا هى لازم تساعده و تساعد أهلها اللى فى الغالب مش هيقدروا يقوموا بالليلة لوحدهم....
نزلت البنت تشتغل.. لا و كمان سافرت فى بلاد الله خلق الله... تجيب لها قرشين  ينفعوها لما ييجى المعدول اللى هيتقدم لها... و اهه تجيبلها تمن أوضة و لا اوضتين و شوية فلوس للهلاهيل اللى هتحطهم فى الشقة و كمان علشان تساعد فى مصاريف الخطوبة و الفرح و فستان الفرح.....الخخخخخ..... 
دوااااااااااااااامة طويلة.. خلت البنت تضرب البنطلون الجينز و التونيك او البلوزة و الطرحة (لو محجبة)  و تنزل لمعترك الحياة... تتنطط هنا و تتهرس هنا  و تتبهدل جوا الميكروباصات او الأوتوبيسات... و تضطر تفقد كتير من نعومتها و رقّتها لما تتخانق مع سواق تاكسى مفترى او عميل فى بنك هى شغالة فيه و فاكر انه شاريها بفلوسه.. او ولى أمر فى مدرسة خاصة هى شغالة فيها .. و ده بقى بيقول فعلا انه شاريها و شارى المدرسة بالمصاريف اللى دفعها (حقه برضه ماهم مش بيدفعوا شوية)... أو صاحب محل المسكينة شغالة عنده  طول النهار  مابين إمارة الزباين و تكشيرة صاحب المحل فى الرايحة و الجاية...

يالهووووووووووى.... انا جالى اكتئاب بس وانا بكتب الكلام ده.... اومال  و احنا عايشينه يجرالنا ايه؟؟؟؟


يا شباب و بنات جيلى.....
انتم تستحقون جميعا حياة أفضل
تستحقون جميعا أن تشعروا بذكورتكم و أنوثتكم المنهوبة
تستحقون جميعا ان تحصدوا ثمار ثورتكم على الظلم  و القمع الذى عشنا فيه منذ ولدنا
تستحقون من كل انسان التحية و الاحترام و الإنصات لمطالبكم


أحبكم جميعا فى الله....
دامت لنا الثورة....
دامت لنا الكرامة.


###

1 comment:

  1. تعرفي يا نهي احنا عاوزين عقليه زي دي تكون عايشه بينا و معانا في الفتره اللي جايه
    عاوزين نور
    عاوزين شمس
    عاوزين مياه نظيفه و هوا نقي
    عاوزين حياه كريمه
    عاوزين نشعر بقيمتنا كبشر
    يا رب نوصل لمرحله تكون لينا كرامه كما نستحق

    ReplyDelete