Wednesday, 13 April 2011

""جزمايتيس""

لدى اعتراف: علاقتى بالأحذية علاقة مرضية، فأنا أحب اقتناء الأحذية جدا، و أسعد تسوق أقوم به هو الذى يبدأ بالبحث عن ملعقة خشبية  و ينتهى بشراء حذاء  (و نسيان موضوع الملعقة تماما). و أنا دائما مفلسة بشكل لعام، و عندما يسألنى أحد "أومال بتصرفى فلوسك فى ايه؟" تكون إجابتى التلقائية التى لا تتغير: " فى الجزم و الكتب!".

و لقد عشت فترة يؤنبى ضميرى و جيبى بشدة على هذا الهوس الحذائى غير المبرر أو المفهوم، و لكنى عرفت بعد ذلك أن جميع النساء مهووسات بالأحذية، و أن التسوق لحذاء هو من أكثر الأشياء التى ترفه عن المرأة و تخرجها من أى انحراف مزاجى، فاسترحت لكونى أنثى طبيبعة. و بقدر مايضحكنى فؤاد المهندس و هو يحتضن حذاء جميل قابله بالصدفة فى الشارع فيقول: "بوز جزمتك يا مدام يدل على أنوثة طاغية " ، بقدر ما أتفهم موقفه تماما، و أقدره جدا لاقتناء ذلك الدولاب الضخم الذى يحتوى على آلاف الأحذية الجميلة و المختلفة.

كل ماسبق مفهوم و طبيعى، و لكنى ركزت مؤخرا فى تصرفاتى و اكتشفت أننى أحب أن أكون حافية القدمين معظم الوقت : ففور دخولى بيت من البيوت التى أحبها و أستريح فيها أخلع حذائى و أطوى ساقى تحتى منى ، و لا أضع الحذاء مرة أخرى إلا عند خروجى من البيت و اول شئ أفعله يعد الوصول لبنايتى بعد يوم طويل جدا هو خلع حذائى فى مدخل البناية، و تسلق الطوابق الأربعة مستمتعة ببرودة البلاط تحت قدمى. كما تذكرت أننى كثيرا جدا عندما أحضر حفل زفاف تلتقط لى صورة أو لقطة بكامير الفيديو و أنا حافية، أو أسير من القاعة إلى السيارة حافية (فعلت ذلك مرة فى موقف السيارات بعد حفلة بدار الأوبرا فرفض أخى أن يسير بجوارى!). و بعد ارتداء  الكعب العالى لفترة طويلة أقود سيارتى بدون حذاء. و مرة انقطع صندلى فى شارع 26 يوليو بالزمالك، فخلعت الصندل  الآخر ووضعتهما فى حقيبتى، و سرت حافية حتى وجدت محل أحذية، و كنت فى منتهى السعادة لأنى بذلك استطعت أن أشترى حذاء أحمر كنت أريد مثله منذ بداية الصيف. فإذا كنت متلهفة كل هذا التلهف على  تحرير قدمى من براثن الأحذية، فلماذا هذا التعلق المرضى بها إذن؟! من الواضح أن هذه بداية مرض جديد سيطلق عليه "جزمايتيس". حفظنا الله و إياكم شر الأمراض!

من كتاب:: أرز بلبن لشخصين
مدونة الشروق
بقلم:: رحاب بسام

No comments:

Post a Comment